بشرى للجزائريين، قريبا سفارة لداعش بالجزائر. هكذا بشرنا المنافق والداعشي حمداش زيراوي، الذي قال على أمواج إحدى الاذاعات المتطرفة، إنه لو كان رئيسا للجزائر لفتح سفارة لداعش. على رأي المثل العامي “إذا غابت الكباش، أكبش يا علوش”. نعم في غياب “الرجال” بالمعنى الحقيقي للكلمة من حق حمداش أن يحلم، وربما قريبا أيضا سيقود مظاهرة مثلما فعل في جانفي الماضي، للمطالبة بالاعتراف بدولة داعش، التي يقاسمها الأفكار والمنهج والجرم أيضا. لا ندري إلى أين تسير بنا سفينة الجزائر هذه التائهة في بحر الظلمات؟ وأي مستقبل ينتظر أبناءنا وبناتنا أمام تصاعد الهمجية والعنف والذي تشجع عليه وسائل إعلام تفتقر لأدنى أخلاقيات المهنة والوطنية، والمصيبة أن جهات في السلطة تشجعها وتمدها بالإمكانيات، ومن يدري ستستعملها يوما ما في إحراق البلاد. هل ذهبت كل سنوات مكافحة الإرهاب ومقتل مئات الآلاف الذين راحوا ضحية لأزمة الأمن سدى؟! إلى أين يقودنا تهاون السلطة وغضها البصر أمام تصاعد لهجة العنف وعودة هؤلاء إلى الساحة واعتلائهم المنابر الإعلامية، ومحاولاتهم التحكم في مصير الناس وتوجيه سلوكاتهم؟ إلى أين نحن ذاهبون مع هذا المنطق؟! أم أن السلطة غارقة في الحسابات السياسية وصراعات الراهن السياسي، والبحث عن خليفة للرئيس يضمن مصالح الزمر والجماعات وعدم محاسبتها من “أين لك هذا؟” بعد ذهاب بوتفليقة وطي مرحلته التي كانت فرصة لإثراء الآلاف بطرق مشكوك فيها وغير شرعية؟ ألهذا أطلقوا علينا حمداش وأتباعه من الإرهابيين يتوعدون بناتنا ونساءنا بالويل؟! الجزائر اليوم أكثر استسلاما لفتاوى الضغينة والإرهاب من سنوات الأزمة الأمنية، سنوات المقاومة والدم. هل لأن تضحياتنا ذهبت سدى بسبب قوانين المصالح التي بيضت الذئاب، وأدانت الضحايا. مَن مِن الفضائيات أو إذاعات الفتنة تجرؤ على استضافة إحدى ضحايا الإرهاب الأصولي؟ من منها باستطاعتها أن تعطي الكلمة لإحدى شقيقات “أمال زنون” التي أنزلها الإرهابيون من الحافلة وهي عائدة من الجامعة وذبحوها وكانت يومها صائمة في شهر رمضان؟! من يجرؤ على منح الكلمة لضحايا إرهاب “الأحواش” المحيطة بالعاصمة، ما قاسوه وما زالوا كذلك، بينما الإرهابيون يتمتعون، ليس فقط بنشر فتاواهم القاتلة ولكل أمل في مستقبل جزائر عصرية متفتحة على الحضارة متجهة نحو الرقي، تفتح كل السبل أمام من كانوا سببا في تدمير الجزائر والمجتمع وتمكنهم الدولة من الاستثمارات والرواتب، بينما يجبر ضحايا الإرهاب على التزام الصمت، يعاني الكثير منهم أوضاعا اجتماعية مزرية. بعد تهديدات مدني مزراق، ها هو حمداش الذي كفّر كمال داود وهدده بإقامة الحد عليه، يمر إلى ما هو أخطر، الاعتراف بداعش التي تذبح الأبرياء وتحرق وتغتصب وتبيع الفتيات في أسواق الرقيق. أهذا ما يتمناه حمداش لبناتنا، أن يكن سبايا، يبيعهن في سوق الحراش لإرهابيين مثله؟ بينما بنات وأبناء رجال السلطة يعشن في عواصم أخرى، ويقتنين بأموال النفط المهربة بالمليارات إلى الخارج، ويضمن مستقبلا آمنا من داعش حمداش، يطلق المسؤولون العنان لهذا المجرم حتى نخلد لخوفنا ونسكت وننسى ما يفعله هؤلاء بالبلاد ومصيرها. ومرة أخرى يتحد الإرهاب ولصوص السلطة علينا، ويرهنون مستقبلنا في لعبة الصراع على السلطة القذرة؟! حمداش ليس بحاجة لفتح سفارة لداعش بالجزائر، فهي موجودة في كل مسجد، وفي كل حي وفي كل مدينة. فداعش لا تعلمهم شيئا جديدا، أكثر مما ألحقوه بالجزائريين سنوات الإرهاب من قطع للرؤوس وسبي للفتيات وحرق للأبرياء؟!