انتقد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، عمل بعض القنوات التلفزيونية الوطنية الخاصة التي تبث حصصا دينية، والتي حسبه لا تتقيد بإحضار أئمة مختصين للإدلاء بفتاوى وتقديم النصح والإرشادات للمواطنين، بل تستنجد بآخرين لا علاقة لهم بالفتاوى ولم تقدم لهم رخصة من قبل الجهات الوصية. وأكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، سهرة أول أمس، لدى نزوله ضيفا على فوروم ”ليبرتي” بالعاصمة، أنه التقى بالمسؤول الأول عن سلطة الضبط للسمعي البصري، ميلود شرفي. تحادث معه عن الخطاب الديني الذي تتناقله العديد من القنوات التلفزيونية الوطنية الخاصة، وتعتمد فيه على أئمة غير مختصين في تقديم فتاوى وإرشادات للمواطنين، كما وصفهم محمد عيسى بالمبتعدين تماما عن واقع الجزائريين المعاش. وأوضح محمد عيسى أنه اقترح على رئيس سلطة الضبط للسمعي البصري إيفاد وتقوية هذه البرامج الدينية عن طريق الاعتماد على إطارات من وزارة الشؤون الدينية وكذا مفتشين مركزيين وأئمة مختصين في المجال. ومن جهته فضل ذات الوزير استبدال الشخصيات الحالية التي تقدم برامج دينية عبر القنوات التلفزيونية الخاصة، والتي اعتبرها دخيلة على شؤون الجزائريين الدينية والدنيوية، وتعويضهم بآخرين مختصين وأكفاء. وفي رده على تأثير هؤلاء الشخصيات الدينية على ثقافة الجزائريين، خاصة الشباب، وكذا مساعدتهم على التطرف، أكد المسؤول الأول عن الشؤون الدينية أن تأثيرها خطير جدا، لا سيما عندما تبث عن طريق القنوات التي يشاهدها الملايين من الجزائريين ويتأثرون بها، مشيرا إلى أن هناك أيضا أئمة ومشايخ آخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعملون على زرع الفتنة والتطرف وسط الشباب، بدل الدعوة للتمسك بتعاليم ديننا الحنيف. وفي ذات السياق كشف محمد عيسى أن 55 مسجدا في العاصمة تسير من قبل أئمة متطوعين سلفيين، لكنهم ليسوا متطرفين، قائلا ”إن هؤلاء الأئمة قدمت لهم رخصة للعمل من قبل المجلس العلمي التابع لوزارة الشؤون الدينية” قبل تعيينه على رأس الوزارة، مضيفا أنهم سيعوضون بآخرين متخرجين من الجامعات، ناهيك عن مراقبتهم من قبل مفتشية ثنائية بين دائرته الوزارية ومصالح الأمن الوطني. وختم الوزير ندوته الصحفية بأن هناك تعليمة تفرض على أئمة المستقبل التكوين المتواصل وكذا تعلم اللغات الأجنبية.