تعرف حالات الغرق تزايدا كبيرا في الآونة الأخيرة بهلاك العشرات من الأشخاص، حيث تشهد الشواطئ والوديان عبر التراب الوطني توافدا كبيرا ومبكرا للمصطافين، تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة وشهر رمضان المبارك، وهو ما أكدته مصالح الحماية المدنية في إحصاءاتها الأخيرة بتسجيل أرقام مرعبة حول حالات الغرق في ظرف شهرين أغلب ضحاياها شبان وأطفال. بعد انطلاق موسم الاصطياف وتزامنه مع شهر رمضان المبارك، وارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت 38 درجة دفع البعض إلى اختيار بعض الشواطئ والوديان التي تكون في معظمها أماكن غير مسموحة للسباحة بحثا عن الاستجمام والراحة، الأمر الذي تسبب في مأساة كبيرة لدى بعض العائلات التي اصطدمت بخبر هلاك أحد أبنائها أو أقاربها غرقا، ما دعا مصالح الحماية المدنية وبعض النشطاء الجمعويين إلى دق ناقوس الخطر في ظل غياب عمليات التحسيس والتوعية من خطورة الوضع، في الوقت الذي يتواصل تسجيل حالا الغرق يوميا، خاصة في بعض المناطق الممنوعة والصخرية، حيث سجل شهري ماي وجوان ارتفاعا كبيرا في عدد حالات الغرق التي تم تسجيلها عبر ربوع الوطن، سواء في الشواطئ أو الوديان أوالمستنقعات، خاصة في المناطق الداخلية، ما جعل نسبة تسجيل حالات الغرق في ارتفاع مقارنة بالسنوات الماضية، بالرغم من عدم بدء موسم الاصطياف. في هذا الإطار، كشفت مصالح الحماية المدنية عن أرقام خطيرة في آخر إحصاءاتها أن 50 بالمائة من حالات الغرق تمت في الأماكن الممنوعة من السباحة والوديان، بتسجيل غريقين في يوم واحد في بومرداس وحالات أخرى عبر الوطن، كوفاة طفل يبلغ من العمر11 سنة غرقا في البحر بولاية الجزائر بالمكان المسمى شاطئ بيكي الأبيض مسموحا للسباحة ببلدية حسين داي، وتم نقل الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث. بالإضافة إلى تسجيل 04 وفيات غرقا في المجمعات المائية خلال نفس الفترة على مستوى ولاية سطيف، وفاة 3 أشخاص غرقا من عائلة واحدة داخل واد بالمكان المسمى دوار حميدة بلدية سرج الغول بولاية المدية، ووفاة شخص غرقا داخل حاجز مائي بالمكان المسمى ضاوي أحمد ببلدية الومري، وآخر مأساة سجلت كانت بغرق ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة، أين اهتزت بلدية بني عزيز بولاية سطيف على وقع حادثة غرق مروعة، والذين لقوا حتفهم غرقا في بحيرة عافية بواد بورديم، قبل دقائق من أذان المغرب، أين غرق في بداية الأمر أصغرهم وهو الطفل رمزي فحاول أخوه عماد إنقاذه، لكنه لم يتمكن ليتدخل الأخ الأكبر محاولا إنقاذهما، ليجد نفسه هو الآخر غارقا دون تمكنه من إنقاذ أخويه، أين تمت عمليات انتشال الضحايا ونقلهم إلى المستشفيات من طرف عناصر الحماية المدنية.