في الوقت الذي تتضارب الأصداء ووسائل الإعلام حول خلفية تسمم 15 شخصا ووفاة ثلاثة أشخاص منهم إثر تناول مادة الكاشير، تندد جمعية حماية المستهلك بعدم وجود بيان رسمي من المصالح المعنية يحذر من مخاطر تناول هذه المادة التي تكون قد تعرضت ل”البوتيلزم” أوالميكروب الناتج عن سوء التخزين، مطالبة في الوقت ذاته بأخذ عينة من الضحايا أنفسهم للوصول إلى السبب الفعلي للتسمم. سجلت في الآونة الأخيرة، حالات تسممات راح ضحيتها 15 شخصا نقلوا على جناح السرعة للمصالح الاستشفائية التابعة لمقر سكناهم، أين تم تسجيل 9 حالات أصيبت بتسمم إثر تناول مادة الكاشير، 6 حالات بباتنة و3 أخرى بخنشلة نتج عنها وفاة طفل يبلغ من العمر 11سنة من باتنة، وشيخ 66 سنة بخنشلة، وطفل آخر يبلغ من العمر 11 سنة بخنشلة. وفي هذا الإطار كشف سمير لقصوري، نائب أمين عام ومكلف بالإعلام بجمعية حماية المستهلك، أن هناك تهاونا من طرف الهيئة المخولة حول هذا الموضوع، مشيرا إلى عدم إصدار بيان رسمي من السلطات المعنية للتحذير من مخاطر هذا المنتوج، متسائلا إن كانت هذه المصالح عاجزة عن أخذ عينات من الضحايا أنفسهم وكذا إعطاء معلومات شحيحة، في الوقت الذي يحق للمستهلك أن يكون على دراية حول سبب التسمم تفاديا لتعرضه لهذا المشكل وحفاظا على صحته. وفي السياق، رجح لقصوري سبب التسمم أن يكون ناتجا عن البوتيليزم، وهو ميكروب يظهر عند سوء التخزين ينتج في عدة مواد كالمصبرات ومشتقات اللحوم وليس فقط في الكاشير، وهو طفيلي يعيش في 100درجة ولمدة 4 دقائق، ما يعرض الكاشير للتلف بسرعة لأنه يتناول باردا، مشيرا إلى أن البوتيليزم يظهر عند انقطاع سلسلة أجهزة التبريد انطلاقا من المصانع ووصولا إلى المحلات. من جهة أخرى، أشار ذات المتحدث إلى أنه تم أخذ بعض العينات من الكاشير من المحلات لتحليلها، أين ثبت بعدها أنها إيجابية. كما تم تحليل نفس المادة من قبل مخبر باستور تبين أنها إيجابية، ثم بعد أيام قليلة ثبت العكس، وهو الأمر الذي يثير علامة استفهام كبيرة رغم ارتفاع حصيلة الضحايا يوما بعد يوم. كما طالب محدثنا وزارة التجارة بأن تصدر أوامر للمركز الوطني للسجل التجاري بعدم منح سجل تجاري لأي كان دون إخضاعه لتكوين ليكون مؤهلا للتعامل مع الزبائن والمواد الغذائية، ناصحا في الوقت ذاته المواطنين والمستهلكين بعدم اقتناء هذه المادة في الأسواق الفوضوية التي لا تحتوي أجهزة تبريد، وكذا عدم اقتنائها من المحلات المنظمة التي لا تحتوي ”ترمومتر” مضبوط على حرارة 3 درجات مئوية، مع التزامهم بالسلوك الفطن، وهو وضع اليد مباشرة على زجاجة البراد للتأكد من سلامة المنتوجات الموجودة بداخله. للإشارة فإن البوتيليزم هو من الأمراض القاتلة، حيث يسبب شللا جزئيا أو كاملا للأعصاب، ويحدث نتيجة للسموم التي يفرزها ميكروب الكلوسترديوم بوتيولينم في الأغذية، وهو ميكروب لا هوائي وينمو في الأغذية المحفوظة بطرق غير سليمة. وتظهر علامات فساد على العبوات الملوثة بهذا الميكروب مثل رائحة كريهة وقد تكون مصحوبة بانتفاخ العبوات.