سكان الأرياف يشتكون من نقص التغطية الصحية شرعت مديرية الصحة لولاية تيارت في عملية إحصاء لقاعات العلاج المغلقة عبر أرياف بلديات الولاية، وهذا لدراسة إمكانية فتحها لتوسيع التغطية الصحية عبر المناطق النائية، حيث يشتكي سكان العديد من القرى والدواوير عبر بلديات السوڤر، عين الذهب، مدغوسة وبلديات أخرى، من غياب التغطية الصحية واضطرار سكان تلك المناطق لقطع عدة كيلومترات لأخذ حقنة أو تلقيح أطفالهم، وكثيرا ما يستعينون بسيارات الخواص في تنقلهم، وهو ما يكلفهم مبالغ تفوق الألف دينار لتلقي حقنة أو لقاح. وأكد بعض سكان تلك المناطق تخوفهم من هلاك أطفالهم وأفراد عائلاتهم بسبب تعرضهم للسعات عقارب ليلا أو نهارا بسبب بعدهم عن العيادات الصحية بمقرات وسط البلديات، ولم يخف هؤلاء استياءهم من وجود قاعات علاج مغلقة وغير مستغلة، وعليه طالبوا الجهات الوصية بإعادة فتحها، حيث يبقى دور رؤساء البلديات في ترميم تلك القاعات وتجهيزها بمعية مديرية الصحة ضمان طاقم طبي للعمل بتلك القاعات وتخصيص أيام يقوم أطباء بزيارة المنطقة لتقديم الفحص الطبي للسكان خاصة النساء والأطفال وكبار السن وذوي الأمراض المزمنة. 66 طبيبا أخصائيا للعمل طوال أيام الأسبوع بمستشفى قصر الشلالة مايزال نقص الأطباء الأخصائيين يطرح نفسه عبر مستشفيات ولاية تيارت، حيث يعاني مستشفى ”ابن سينا” بفرندة عجزا في اختصاصات عدة، منها طب الأطفال وطب النساء والتوليد، وجراحة العظام وطب العيون والقلب. كما تعاني باقي مستشفيات الولاية بمهدية، السوقر، الرحوية، فرندة، وقصر الشلالة من نقص الأطباء الأخصائيين، فمستشفى قصر الشلالة، البعيدة 116 كلم عن عاصمة الولاية تيارت، هجره الأطباء الأخصائيين بعدما أنهوا فترة خدمتهم المدنية بسبب المشاكل التي يعاني منها هؤلاء، والتي يتم افتعالها من قبل لوبيات داخل المستشفى وخارجه. كما تبقى العديد من إدارات مستشفيات الولاية مقصرة في حق هؤلاء الأطباء الأخصائيين من خلال التقاعس في توفير العتاد والطاقم الطبي الذي يعمل معهم والتكفل بانشغالاتهم. وأعدت مديرية الصحة لولاية تيارت برنامجا يقوم من خلالها 66 طبيبا أخصائيا بالولاية بالعمل فترة محددة أسبوعيا بهذا المستشفى، لأجل توفير تقديم خدمات صحية متخصصة للمرضى الذين يقصدون المستشفى والذي تم هجره من قبل الأطباء الأخصائيين. وسبق أن قام عدد من سكان البلدية شهر ماي الماضي بقطع الطريق احتجاجا على غياب مختلف التخصصات الطبية عن المستشفى، وخاصة طب الأطفال وأمراض النساء والتوليد، حيث يتم نقل النساء الحوامل إلى غاية مستشفى عين وسارة بولاية الجلفة في الحالات الطارئة. هذه المبادرة استحسنها سكان بلدية قصر الشلالة، في وقت طالبوا بضرورة أن يتم إيفاد أخصائيين للعمل بالمستشفى، مع توفير الحماية لهم من اللوبيات التي تسعى لجعل مستشفيات الولاية خاوية من الأطباء الأخصائيين. وهنا نشير أن الأطباء الأخصائيين بمستشفى ”ابن سينا” بفرندة يعانون من بعض المشاكل التي يتلقونها يوميا من قبل عاملين بالمستشفى، والذين ينصبون مكائد لهم لأجل إرغامهم على مغادرة المستشفى، كما حدث مؤخرا وتم تقديم شكوى مزورة كيدية من مريضة ضد طبيب جراح عمومي، وتم إيفاد مفتش للصحة وتبين أن المريضة لم تقدم أي شكوى وأن الأمر كله مكيدة.. وهي أمور تتكرر يوميا للضغط على الأطباء الأخصائيين العموميين لجعلهم يغادرون مستشفى فرندة، في وقت تعاني منه مستشفيات الولاية نقصا كبيرا في مجمل التخصصات . في وقت يطالب سكان الولاية الجهات الوصية على قطاع الصحة ووالي الولاية، بضرورة الاجتماع مع الأطباء الأخصائيين العموميين بالولاية وسماع المشاكل التي يلاقونها والمشاغل التي يطرحونها، لأجل توفير ظروف عمل حسنة لهم وضمان بقائهم بالولاية لمصلحة المرضى لتخفيف عبء المرض عنهم وتفادي تنقلهم لمستشفيات ولايات أخرى.