فشل القائمون على قطاع التجارة بولاية غليزان في احتواء ظاهرة الانتشار الرهيب للباعة الفوضويين، الذين أصبحوا يشكلون خطرا حقيقيا على صحة المواطن البسيط بعرضهم للمواد الغذائية سريعة التلف تحت أشعة الشمس الحارقة والغبار دون حسيب ولا رقيب، حيث عاد التجار غير الشرعيين إلى النشاط مجددا، وقام العديد منهم بغلق طريق ”الطراباندو” المؤدي إلى سوق القرابة الشعبي، بعاصمة الولاية غليزان، وحتى طريق السوق المغطاة بقلب المدينة أصبح مغلقا بشكل كامل أمام حركة المرور، بمختلف أنواع الطاولات التي يتم من خلالها عرض الخضر والفواكه، تضاف إلى اكتساح كل أنواع المعروضات للأرصفة بوسط المدينة الذي أصبح حكرا على التجار و”رمى” بالراجلين إلى حواف الطرقات رغم الخطر الذي يترصدهم. أعرب العديد من المواطنين، ولاسيما منهم أصحاب المركبات، عن استيائهم من عودة النشاط التجاري غير الشرعي للعديد من الطرقات الرئيسية، لاسيما منها التي تشهد يوميا حركة كثيفة، حيث عاد المئات من التجار غير الشرعيين إلى غلق طريق ”الطراباندو” باستعمال الطاولات التي تعرض عليها مختلف أنواع الألبسة، وهو ما ولّد الاحتقان لدى أصحاب السيارات وحتى ”الدراجات النارية” التي لاتجد متسعا من المكان للمرور. والغريب أنه بعد انقضاء النهار يترك هؤلاء خلفهم أكواما من ”الكارتون” و”الأوساخ”، وكان المكان قد طهر بالكامل منذ عدة أشهر لتعود الأمور إلى سالف عهدها. الوضع الراهن تعرفه الطرقات المحاذية للسوق المغطاة بوسط المدينة، حيث عادت العربات المجرورة ”يدويا” لتغلقها أمام حركة المرور، حيث يتم عرض مختلف أنواع الخضر والفواكه، وتشكلت بمحاذاته ”مفرغة” من بقايا الخضر والفواكه الفاسدة تنبعث منها روائح نتنة ساهم فيها الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، فيما لجأ بعض التجار إلى اكتساح الأرصفة، حيث تعرض الأواني المنزلية و”التين” وهو ما يرغم الراجلين على استعمال حواف الطريق، الأمر الذي عرقل الحركة المرورية وتشكلت طوابير من السيارات والمركبات بمختلف أحجامها.