قال الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، مساء أمس الأول، أن بلاده التي تعاني من نقص في السيولة تطالب بإجراء اجتماع طارئ لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والتنسيق المشترك مع روسيا لوقف هبوط أسعار النفط، وهي ذات المطالب التي ترافع لأجلها الجزائر. وحسب ما نقلته وكالة رويترز، أمس، قال مادورو في بث تلفزيوني استمر ساعات: ”نعمل باتجاه عقد اجتماع خاص لأوبك، وفي الأيام المقبلة سنعلن أننا نجري اتصالات مع حكومات أوبك”. وأضاف: ”نقيم إمكانية عقد اجتماع لأوبك على مستوى عال جدا وبالتنسيق مع روسيا الاتحادية ورئيسها فلاديمير بوتين يمكننا المضي قدما في اتخاذ مجموعة من الإجراءات لحماية سوق النفط في مواجهة هذا الهبوط الأخير”. وبينما يساور القلق بعض الدول الأعضاء ومن بينها فنزويلاوالجزائر من هبوط الأسعار وتريد من المنظمة خفض إمدادات المعروض، رفض الأعضاء الخليجيون دعوات لعقد اجتماع طارئ لأوبك ولم يبدوا أي علامة على الاستعداد لدراسة خفض الإنتاج. وقال مندوبان لدى أوبك، يوم الاثنين المنصرم، إنه لا نية لدى مصدري النفط في المنظمة إجراء اجتماع طارئ لمناقشة هبوط أسعار النفط قبل الاجتماع الدوري التالي المقرر في ديسمبر. وفنزويلا من المتشددين بشأن الأسعار، وأبرز الركود الشديد ونقص المنتجات في البلاد حاجة مادورو لانتعاش السوق وخصوصا قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في السادس من ديسمبر. وقال الرئيس الاشتراكي خلال كلمته التلفزيونية الأسبوعية، أن الظروف صعبة ومعقدة، لكن فنزويلا سوف تواصل تلقي الموارد، مشيرا إلى العلاقات مع الحليف الرئيسي الصين وبعض الدول الأخرى في أمريكا اللاتينية. من جهة أخرى، واصلت أسعار النفط الخام هبوطها، أمس، مع سماح الصين لعملتها بمواصلة الانخفاض وصدور بيانات دون المتوقع عن ناتجها الصناعي مع وصول إنتاج النفط إلى أدنى مستوياته في عدة سنوات. وسجل اليوان الصيني أدنى مستوى له في أربع سنوات، أمس، مواصلا تراجعه بعد يوم من قيام السلطات بخفض قيمته لدعم اقتصادها المتعثر بينما جاء الناتج الصناعي للبلاد دون التوقعات. وقال بنك ماكواري الأسترالي في مذكرة للعملاء إن هبوط اليوان يوم الأربعاء أمام الدولار كان الأكبر من نوعه في 20 عاما. وذكر محللون أنهم يتوقعون مزيدا من التدخل من الحكومة الصينية لتحفيز النمو مع مجيء معظم بيانات جويلية دون توقعات الخبراء الاقتصاديين، بما يشير إلى استمرار تدهور ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ويقلص انخفاض اليوان القوة الشرائية الصينية للواردات المقومة بالدولار مثل النفط، وهو ما قد يضعف الطلب على الوقود. وقد بلغ سعر الخام الأمريكي في العقود الآجلة 42.87 دولار للبرميل بانخفاض 21 سنتا عن سعره يوم الثلاثاء، حين سجل أدنى مستوى له عند التسوية منذ مارس 2009. ونزل سعر مزيج برنت في العقود الآجلة 30 سنتا إلى 48.88 دولار للبرميل، بما يقل أكثر من 25 بالمئة عن ذورته السابقة في ماي. وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، يوم الثلاثاء، إن أعضاءها يواصلون زيادة إمدادات المعروض. ونقل تقرير لأوبك عن مصادر ثانوية القول إن المنظمة أنتجت 31.51 مليون برميل يوميا في جويلية بما يزيد 1.5 مليون برميل يوميا عن المستوى المستهدف للإنتاج والبالغ 30 مليون برميل يوميا. ورفعت أوبك أيضا توقعاتها لإمدادات النفط من خارجها في 2015 ولا تتوقع المنظمة أي طلب إضافي على خامها.