لا يزال سكان قرية شيشاط الواقعة على بعد نحو 4 كلم عن مقر عاصمة البلدية بوشقوف بقالمة يتخبطون في عدة مشاكل لخصها الأهالي في التهميش والحقرة وغياب التنمية رغم انها ضحت اثناء الثورة ب19 شهيد من أبنائها. تنقلنا إلى قرية شيشاط في يوم حار بلغت فيه درجات الحرارة مستوى قياسي ب45 درجة مئوية، حيث كانت وسيلة نقلنا الوحيدة في هذه الرحلة سيارة فرود من بلدية بوشقوف بمبلغ 400 دينار، وحين استفسرنا على ارتفاع السعر رغم أن المسافة قصيرة لاتفوق ال5 كلم أكد لنا صاحب السيارة أن السبب يرجع إلى اهتراء الطريق المؤدي إإلى القرية وهو ما يؤدي باصحاب سيارات الأجرة بالعزوف على الذهاب إلى هناك مما يسمح لسيارات الفرود بفرض منطقهم على السكان، تنقفلنا إلى القرية عبر طريق مملوء بالحفر والمنعرجات إلا أن جمال الطبيعة وبساتين الطماطم المترامية على امتداد البصر وعمال منهمكين في جني المحصول رغم لفاحة الشمس والصوم ينسيك تعب الطريق، أول ما استقبلنا ندخل قرية شيشاط هو ظاهرة كنا نظن أنها زالت عنا ونحن في سنة 2013 وهي جلب المياه بطريقة بدائية على ضهور الحمير من عين الخزنة أو عين السودة التي التي تبعد عن المجمع السكاني الذي يوجد به وعاء انتخابي لا يستهان به يقدر حسب السكان 445 صوت، وتزداد معاناتهم حدة خلال فصل الصيف وشهر رمضان، فحتى الحنفية القريبة منهم مياهها غير صالحة للشرب، فيما تظل الحنفية التي أنجزت داخل القرية جافة رغم الأموال التي انفقت على عملية انجازها منذ سنوات، معاناة أهالي شيشاط ليست مع مياه الشرب فقط ولا اهترتاء الطريق الذي يربطهم بقرية الكرايمية وبالطريق الوطني رقم 20، بل أن مشاكلهم كثيرة وقديمة قدم هذه القرية فالإنارة العمومية منعدمة بالإضافة أيضا إلى غياب وسائل النقل مما يجعل القرية في عزلة، حتى سيارات الكلوندستان يرفضون نقلهم بسبب الطريق وإن وافقوا على نقلهم يطلبون أسعار باهضة، كما اشتكى السكان من غياب التكفل الصحي بالقرية رغم وجود قاعة علاج إلا أنها لا تشتغل مما يتطلب على السكان التوجه إلى بوشقوف من أجل حقنة، سكان دوار شيشاط يعيشون على تربية المواشي والزراعة لكن مشكل المياه حال دون استقرارهم بالمنطقة، من جهتهم الأطفال بهذه القرية ليسوا كغيرهم من الأطفال فهم ينهضون في الصباح الباكر للرعي بالأغنام وكذا جلب الماء لعائلاتهم على ظهور الحمير، وتعد مياه الحنفية العمومية ”عين الخزنة” متنفسهم الوحيد في ظل ارتفاع درجات الحرارة أين يقومون بالسباحة في حوض لا تتجاوز مساحته المترين يحدث هذا في ظل انعدام أي وسيلة للتسلية أو حتى ملعب فمساحات الحصيدة هي ملعبهم، وفي الوقت الذي طالب فيه السكان كل السلطات المعنية إيجاد حل لمشاكلهم وبالأخص مشكلة الماء الذي يبقى من أهم انشغالات السكان خاصة وأن مياه عين السودة وعين الخزن تذهب مياهها للوادي دون استفادة السكان منها.