لا زالت العشرات من العائلات والأسر التي تمتهن النشاط الفلاحي والرعوي بقرية أولاد مقدم التي لا تبعد سوى 15 كلم فقط عن عاصمة ولاية عين الدفلى والواقعة بمفترق الطرق الرابط بين مقر الدائرة جليدة ومقر البلدية بوراشد، يعانون من أزمة مياه الشرب بالرغم من استفادتها خلال سنوات مضت من مشروع بئر مائي في إطار البرامج التنموية لسكان المناطق النائية إلا أنهم لم يستفيدوا من هذا المشروع في ظل إصرار المصالح المعنية على منع السكان من حق استغلال البئر، حيث لا زال السكان يتزودون بهذه المادة الحيوية من إحدى الحنفيات المتواجدة بالقرب من مسجد القرية، يحدث هذا في ظل جفاف حنفياتهم التي لا تزورها المياه لأزيد من 10 أيام في بعض الحالات وهم مطالبون في الوقت ذاته بدفع مستحقات استهلاك المياه في وقتها المحدد لدى المصالح المعنية بالبلدية، لم يجد السكان من وسيلة للتزود بالمياه سوى الحمير، حيث يشكل هؤلاء يوميا طوابير طويلة طيلة يوم كامل لنقل المياه إلى بيوتهم، حيث يجد كل طفل عند عودته كل مرة من المدرسة كومة من الدلاء والقوارير الفارغة في انتظاره ليلقى نفسه مجبرا على الالتحاق بطابور المياه بدل مراجعة دروسه، وتضاف هذه المعاناة إلى معاناة التلاميذ اليومية من قطعهم لكيلومترات عديدة مشيا على الأقدام قصد الالتحاق بالإكمالية، في غياب النقل المدرسي، وهو ما هدد العديد من التلاميذ خاصة فئة البنات من التوقف عن الدراسة في سن مبكرة.