النصر ترصد نوايا القسنطينيين عبر وكالات الأسفار

تركيا للميسورين و العرسان الجدد و دول الخليج للرافضين "الحرقة"
تواصل تركيا استقطاب العائلات القسنطينية الميسورة الحال و العرسان الجدد لقضاء أسبوع أو أسبوعين من عطلتهم الصيفية بتركيا و قد اختار الراغبون منهم في السياحة و التسوق معا التوجه إلى اسطنبول المتمددة بين قارتي أوروبا و آسيا، بينما اختار عشاق السياحة الجبلية و البحرية معا المنتجع الدولي الكبير أنطاليا.و للمسلسلات التركية تأثير كبير في انتقاء هذه الوجهة المكلفة جدا. في حين تعتبر المغرب الوجهة الثانية الأكثر جذبا للقسنطينيين و عادت مصر لتسحر عددا لا بأس به منهم هذا الموسم الذي تفنن في بدايته مسيرو الوكالات السياحية في عرض وجهات جديدة مثل اسبانيا و ماليزيا في حين لم تسترجع تونس مكانتها السابقة كسيدة الوجهات السياحية الأولى بالنسبة للعائلات خاصة في غياب التخفيضات و مد وجزر المخاوف و تعوضها لدى بعض الفئات المتوسطة الدخل المدن الساحلية القريبة مثل عنابة و سكيكدة و القل.
قالت مسؤولة بوكالة التسيير السياحي للشرق بوسط المدينة بأن قصر المدة الزمنية التي يمكن أن تسافر فيها العائلات المحاصرة بانتظار نتائج امتحانات الأبناء التي ستظهر في الأسبوع الأول من شهر جويلية و المناسبات العائلية المختلفة و اقتراب حلول شهر رمضان و ما يرتبط به من مصاريف جعلها تتخلى في حالات كثيرة عن فكرة السياحة إلى الخارج. و يفضل العديد من هؤلاء الحضور إلى الوكالة للحجز المسبق في المركبات السياحية و الفنادق الموجودة بالمدن السياحية القريبة التي أبرمت معها اتفاقيات مسبقة على غرار مركب حماديت ببجاية و سيبوس بعنابة و بوقارون بالقل التي لم تغير أسعارها منذ العام الماضي.
و أشارت محدثتنا إلى أن الوكالة تستقبل يوميا منذ نهاية شهرماي حوالى 6 زبائن لحجز غرف لهم و لأفراد أسرهم التي تضم أكثر من ثلاثة أفراد في الغالب. و يبقى خيار الذهاب كل نهاية أسبوع إلى شاطيء قريب الحل الاقتصادي المفضل للعائلات المحدودة الدخل كما قال لنا موظف بمؤسسة وطنية، مشيرا إلى أنه "دخر"عطلته السنوية و جزءا من راتب شهرين لمصاريف الشهر الفضيل.و بالمقابل وضع الكثيرون نصب أعينهم فكرة السفر إلى الخارج للاستمتاع بعطلتهم مهما كلفهم ذلك.
بلد مهند يواصل جذب القسنطينيين
المسؤولة عن وكالة السياحة و الأسفار الوطنية التابعة للقطاع العام بشارع عواطي مصطفى،أكدت بأن تركيا لا تزال للسنة الثانية على التوالي تحتل الصدارة في قائمة الوجهات السياحية التي تحظى بإقبال كبير من العائلات القسنطينية الميسورة الحال و العرسان الراغبين في قضاء شهر العسل هناك ،حيث يحجز يوميا منذ بداية الشهر الجاري حوالى 5 أشخاص أماكن باتجاه تركيا رغم أن قضاء أسبوع هناك يكلف أكثر من 14 مليون سنتيم على الأقل للفرد الواحد.و تعتبر اسطنبول الوجهة المفضلة و تليها مدينة إزمير،ثم أنطاليا.
وأوضحت بأن المسلسلات التركية التي تبرز جمال الطبيعة و أناقة المباني و الديكور الأخاذ للمرافق السياحية بالمدن المذكورة تؤثر كثيرا على خيارات الزبائن خاصة من الجنس اللطيف.
و تحظى المغرب بإقبال ملحوظ من العائلات رغم أن قضاء أسبوع يكلف حوالى 12 مليون سنتيم للفرد و كلما اقترب شهر جويلية ازدادت أسعار التذاكر نحو البلدين المذكورين التهابا.
و حذرت محدثتنا من بعض مواقع الانترنيت التي تقدم عروضا زائفة و ترويجا لا أساس له من الصحة في ما يتعلق بتكاليف و أسعار الأسفار في موسم الاصطياف.و أكد من جهته مسير وكالة رمال الأطلس الخاصة بنفس الشارع بأن الاقبال على الحجز للتوجه نحو تركيا يزداد كل يوم تقريبا منذ نهاية شهر ماي الفارط و قد بلغ الذروة هذه الأيام بالرغم من عدم تسجيل أي تخفيض في العروض المتعلقة بالإقامة و التذاكر و يأتي المغرب في المرتبة الثانية من حيث الاقبال.
و بخصوص الوجهة التونسية التي كانت المفضلة قبل سنتين تقريبا لدى العائلات القسنطينية نظرا لقربها و امكانية التوجه إليها عن طريق البر و انخفاض تكاليفها مقارنة بالوجهات الأخرى،رد محدثنا بأنها لا تزال محاطة بالمخاوف و الكثير من التردد و معظم الزبائن يسألون عنها و لا يحجزون خاصة و أن الوكالات السياحية و الفنادق التونسية لم تبادر بتقديم عروض مغرية و لم تخفض أسعارها.
في حين قالت مسيرة وكالة "أفريكا تور"بشارع ديدوش مراد بأنها تسجل بعض الطلبات من العائلات القسنطينية لقضاء أسبوع أو أسبوعين بكل من سوسة و الحمامات بتونس رغم ارتفاع تكاليف الاقامة في هذه الفترة و إلى غاية الشهر الفضيل،لكن هذه التكاليف أقل من الوجهات الأخرى.و لم يؤثر حسبها ارتفاع سعر الأورو إلا قليلا في التهافت هذا الموسم على الرحلات الحالمة باتجاه بلد نور و مهند.حيث قالت لنا /هند/ و هي شابة في ربيعها ال27 بأنها اشترطت على خطيبها ألا ينظم حفل زفاف و يخصص تكاليفه و جزءا من مهرها لقضاء أسبوعين في تركيا، البلد الذي عشقته من خلال المسلسلات،فوافق و هما الآن يتأهبان للسفر بعد عقد قرانهما في الأسبوع المقبل.و قالت الأستاذة في التعليم الثانوي /أم محمد الأمين/ بأنها دخرت مبلغا ماليا معتبرا من راتبها طيلة شهور لمساعدة زوجها في تسديد تكاليف رحلة العمر إلى اسطنبول لأنها انبهرت بجمالها الذي تبرزه المسلسلات.في حين اضطر /ناصر/، إطار في قطاع الصحة التوجه رفقة زوجته و بناته الثلاث إلى الدار البيضاء المغربية ،لأن ما لديه من أموال لا تكفي للمشاركة في رحلة منظمة إلى تركيا و وعد زوجته بأن تكون رحلة الصيف المقبل إلى هذا البلد الذي طالما حلمت به.
وجهات مصر و اسبانيا و ماليزيا للإغراء
قال مسؤولون بوكالة نوميديا للأسفار و الخدمات السياحية بأن هناك وجهات جديدة ظهرت هذا الموسم ورغم أن الاقبال عليها لا يزال محتشما مقارنة بتركيا و المغرب التي اشتد التهافت عليهما من طرف القسنطينيين ،إلا أنها بدأت تثير الاهتمام و الاعجاب.فقد سجلوا عودة قوية لعروض زيارة مصر، مما جعل الوكالة تبرمج رحلات منظمة إلى القاهرة و شرم الشيخ بين 1 و 31 جويلية بتكلفة تناهز 70.000 دج للفرد لمدة أسبوع و الاقبال عليها يتزايد.كما تروج لرحلات منظمة لمدة 12 يوما باتجاه ماليزيا مقابل 197.000دج للفرد الواحد و أخرى نحو اسبانيا لمدة 10 أيام بتكلفة ابتداء من 166.000دج للفرد. و شددت احدى الموظفات بأن هذه العروض موجهة للعائلات و المؤسسات فقط.و قد انطلقت التسجيلات في بداية جوان بشكل يبشر بموسم سياحي ناجح .
شباب يراهنون على "سياحة" دبي و قطر بدل الحرقة
العديد من الشباب الذين التقت بهم "النصر" في الوكالات السياحية أثناء قيامنا بهذا الاستطلاع يجذبهم نوع مختلف من السفر كبديل للحرقة المحظورة قانونيا،فقد لاحظنا هذا الموسم انتشار موضة التوجه إلى الخليج العربي بين هؤلاء... ليس للسياحة بالدرجة الأولى بل للبحث عن مناصب عمل هروبا من شبح البطالة .و يختارون موسم الاصطياف حاملين حسب /رضوان.ب م/ 28 عاما، شعار:"حاجة و حويجة" فهم يحجزون تذاكر باتجاه الامارات العربية و يختارون دبي بالدرجة الأولى أو يتوجهون برا إلى تونس ليطيرون من هناك نحو قطر،الحلم الذهبي، كما قرر هو موضحا :"التذاكر من العاصمة إلى الدوحة أغلى منها من تونس باتجاه الدوحة لهذا سأتوجه إلى تونس لألتحق بأصدقائي هناك في أسوأ الحالات سأعمل كمندوب تجاري."و شرح بأنه يجيد عدة لغات وهي الفرنسية و الانجليزية و الاسبانية إلى جانب العربية فهو متخرج من كلية اللغة الانجليزية و آدابها و معهد للترجمة و درس بالمعهد العالي للفندقة و السياحة و كل شهاداته لم تمكنه من الحصول على عمل قار و مناسب ببلده كما شدد متحسرا لهذا قرر الالتحاق بمجموعة من أصدقائه الذين فازوا بمناصب عمل مغرية و قد وعدوه بالتكفل بكل احتياجاته إلى أن يتم توظيفه و يستقر نهائيا هناك و بالطبع ستتاح له فرصة الاستمتاع بالسياحة هناك أضاف ضاحكا .
و قال أمين بأنه جمع مختلف عروض التشغيل في إمارة دبي التي عثر عليها بمواقع الانترنيت و تلك التي أرسلها له أصدقاؤه على الفايسبوك،و قرر أن يسدد ثمن تذكرة السفر إلى هناك تحت غطاء السياحة ليبحث عن الفرص المتاحة و إذا وفق لن يعود إلى بلاده التي همشته على حد تعبيره رغم أنه يحمل شهادة جامعية في العلوم السياسية.