يقع العديد من المواطنين ضحية أخطائهم التي تنجر بسبب جهلهم للشروط السليمة عند شراء الأضحية وعملية ذبحها، وكذلك طريقة التعامل مع لحمها سواء عند تحضيره أوادخاره. لتنظم أيام تحسيسية لصالح المواطنين في الفضاءات العمومية، بحضور أخصائيين، لتجاوز هذه الظاهرة ونشر ثقافة الوقاية منها. في حين صنف الكيس المائي في صدارة قائمة الأمراض المحتملة والمتنقلة عبر أضحية العيد. أفاد كريبع خذير، رئيس جمعية اليقظة لحماية المستهلك بولاية بسكرة، أن هشاشة التعامل مع الأضحية تتسبب في كثير من الأمراض التي يعيشها المواطن تزامنا ومناسبة عيد الأضحى، التي تستوجب دراية بالمعايير الصحية مثل المعايير الدينية. وبغض النظر عن الأطباق التقليدية الدسمة التي تكون حاضرة في الأيام الموالية للعيد، ما يجعل البعض بسببها عرضة لمضاعفات صحية، فإن الخطوة الأولى تتمثل في طريقة التعامل مع الأضحية ولحمها عند تقطيعه. وفي ذات السياق أكد الأخصائي البيطري في مداخلته أن الكيس المائي من أكثر الأمراض المتنقلة عبر الأضحية، وهو مرض طفيلي خطير، حيث يأخذ الطفيلي شكل الكيس وبه ماء، ويزداد مع مرور الزمن، وقد يستقر في المخ عند الانسان، الرئة أو الكبد، وإذا تمت الإصابة به فلا حل غير العملية الجراحية المكلفة، ناهيك عما يسبقها من ألم ومخلفات ما بعد العملية. لتكون القواعد الضرورية لتفادي الإصابة به هو التخلص منه مباشرة بحفر حفرة عميقة وصب الجير عليها، ثم تغطيتها بالتراب حتى لا تصل إليها الكلاب الضالة، وعدم رمي الكيس المائي في أكياس الزبالة أوإعطائها للكلب أوالقط، لأن هذا الفعل يعتبر بداية الخطر بالإنسان. أكد كريبع خذير ل”الفجر”، أن الجمعية نزلت إلى الميدان ووزعت قصاصات ومطويات على المواطنين تتمحور فيها كامل النصائح الطبية والضوابط الشرعية حول الأضحية، وقد جاء ذلك بالتعاون مع الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث ”فورام”، وبمشاركة جملة من الأخصائيين. باعتبار أن عملية الذبح تستوجب توفر الماء ونظافة المكان، مع توفر المعالق، حبل متين لتعليق الجزرة، والقائم على عملية الذبح فيجب أن يكون نظيف الجسد والهندام. وفي مداخلة من الجانب الديني، فإن سكين الذبح يجب أن يكون حادا لكي لا يتسبب في أي ألم للحيوان، كما لا ينصح بشده أمامه حتى لا يتوتر، لتترك الذبيحة تتحرك بحرية لاستكمال نزيفها. لينصح الأخصائيون بعدم نفخ الأضحية عن طريق الفم لأن ذلك من شأنه أن ينقل العدوى إلى اللحم، والعكس صحيح. كما يجب اجتناب عملية السلخ على الأرض، وتعليق الذبيحة ضروري لكي لا يتلوث اللحم بأوساخ الصوف، مع اختيار مكان جاف ونظيف وبعيد عن أشعة الشمس. وبالنسبة للأشخاص الذين ينقلون ذبيحتهم إلى الجزار عليهم ألا يتركوها مكشوفة، كما يجب تفادي وضعها داخل السيارة لمدة طويلة تحت درجة حرارة مرتفعة، والحذر من استخدام آلات ملوثة أثناء التقطيع، خصوصا التي تظهر عليها علامات الصدأ.