ينتظم الملتقى الوطني الأول حول التراث في منطقة الزيبان، يومي ال 28 وال 29 ديسمبر الجاري، ومن تنظيم جمعية تراث الأجيال، بالتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية بسكرة، بمشاركة العديد من الأساتذة والباحثين في هذا المجال، والذين سيناقشون إشكالية محاولة الحفاظ على التراث من خلال دراسته، تثمينه، ثم صيانته وترميمه، مع استنباط المعطيات التاريخية والاثرية والثقافية، ووضع أسس صحيحة لمفاهيم ومصطلحات علمية جزائرية، بما يخدم موروثنا الحضاري، للوصول إلى هوية وطنية متميزة قادرة على رفع رهانات الحاضر والمستقبل. ويتناول الملتقى العديد من المحاور منها دراسات حول المعالم الأثرية والتاريخية حول المواقع المحمية وغير المحمية، صيانة وترميم هذه المواقع الأثرية والتاريخية، دراسات تاريخية حول المنطقة، الوضع الحالي لمتاحف المنطقة، التراث اللامادي في المنطقة وأهم الشخصيات التاريخية في المنطقة. وتتكون اللجنة العلمية من كل من الأستاذ الدكتور ياسين رابح حاجي معهد الآثار، جامعة الجزائر 2 رئيسا بالإضافة إلى مجموعة من الأعضاء يتقدمهم سليم إدريسي من معهد الآثار جامعة الجزائر 2، بلكحل عز الدين جامعة محمد خيضر بسكرة، عماري عبد الهادي المدرسة الوطنية العليا للري البليدة، فورالي حميدة جامعة لونيس البليدة 2، السعيد تريعة جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف ولعريبي عبد القادر من المدرسة الوطنية العليا للفلاحة الجزائر. ورفع المنظمون مجموعة من الأهداف أولها إبراز الدراسات في مجال التراث الأثري والإستفادة من نتائجها، القراءة الصحيحة للأحداث التاريخية من خلال شواهدها المادية الأثرية المتمثّلة في الإرث الحضاري للمنطقة، نشر الوعي بالموروث الحضاري للمنطقة من خلال النتائج المتوصل اليها ونشرها خاصّة في المجال التربوي - الثقافي، وذلك من خلال المساهمة في ابراز الهوية والشخصية الوطنية في دمجها في مناهج المنظومة التربوية، تفعيل التراث في المجال الإقتصادي من خلال الاستغلال الراشد لموارده في إطار التنمية المستدامة. ويأتي هذا الملتقى وفق ما ورد في ديباجته، لكون منطقة الزيبان تزخر بتراث عريق ضارب في أعماق الزمن، يلاحظ اليوم من خلال التراث المتوارث من الأجيال السابقة في طريقة العيش وطريقة التعامل مع الطبيعة والتأقلم معها، ومحاولة دائمة للتحكم فيها لحياة أفضل، وذلك من استعمال أحسن لمواد البناء وطريقة البناء التي تتلاءم وطبيعة مناخ المنطقة، في استغلال الأراضي على أقصى نطاق ممكن من خلال استصلاحها وإدخال وابتكار طرق ووسائل تسمح بإنتاج غلة وافرة تغطي احتياجات المنطقة. ولفهم هذه الميكانزمات الفعالة والتي يعود إليها الإنسان إذا أحس بتيه في ظل المعطيات الحديثة من عولمة، أي غزو حضاري وثقافي، يرجع الجزائري الأصيل إلى موروثه الحضاري، الذي يعتبر النقطة المرجعية في شخصيته وهويته الوطنية الني تميزه عن الشعوب الأخرى من العالم، للبحث والغوص في الماضي من خلال المواقع الاأرض نحاول من خلال هذا الملتقى الوطني إبراز المكنون الأثري للمنطقة عبر مواقعها الأثرية، من الجانب التاريخي والحضاري ثم الثقافي. ومما جاء كذلك في الديباجة، أنه لا يخفى على أحد أن الدراسات الأثرية خاصة والتاريخية في المنطقة محتشمة على عكس المناطق الأخرى من الوطن، هذا لا يعني أنه لا توجد دراسات يقوم بها باحثون جزائريون جامعيون، حيث نريد من خلال هذا الملتقى جمع شمل كل الباحثين مهتمين بالمنطقة لكي يتسنى لنا نحن المجتمع أن نستفيد من هذه الدراسات لمستقبل أفضل. وسيتم في هذا الملتقى التطرق إلى التراث بشقيه المادي واللامادي، فالمادي كل ما له علاقة بالملموس من تراث منقول وثابت، واللامادي كل ما له علاقة بذاكرة الشعوب والقبائل من كلام وأشعار وقصص وغيرها.