دور البحث العلمي في المحافظة على التراث الأثري؛ موضوع الملتقى المقرر تنظيمه خلال شهر ديسمبر المقبل في معهد الآثار بجامعة الجزائر ‘2'، ببوزريعة، وسيتم من خلاله تسليط الضوء على أهمية البحوث العلمية المنجزة التي يجري العمل عليها بالجامعات في المحافظة على الموروث الأثري الذي يعكس هوية الأمة. تعد الجزائر من بين الدول السباقة إلى وضع سياسة ممنهجة في البحث العلمي والصيانة وترميم التراث الأثري الذي يشكل ركيزة أساسية وعنصرا مهما في أصالتها وهويتها، ومن هذا المنطلق، جاء التفكير في تنظيم ملتقى وطني خامس يجسّد تجربة معهد الآثار في مجال البحث الأثري الميداني والأكاديمي ودوره في التعريف بأهمية هذا الفرع، من أجل خلق معارف ومناهج جديدة، مستفيدة من الوسائل الحديثة والتكنولوجيات وغيرها لضمان صيانته وتثمينه وتفعيله إعلاميا، حتى يكون مرجعا للدارسين، ثمّ المحافظة عليه ونقله للأجيال اللاحقة بكل أمانة. والأكيد أن أبحاثا ميدانية ومخبرية موجودة لم تجد طريقها إلى المجتمع صاحب الحق في المعرفة التاريخية والأثرية، بالتالي يكون هذا الملتقى منبرا لهم لابراز ما توصّلوا إليه من نتائج ويتيح لهم التعريف بأعمالهم ونشر نتائجها، كي تعم بذلك الاستفادة. انطلاقا من هذا، تم تحديد إشكالية أساسية تمثلت في معرفة مدى نجاعة البحث العلمي بمناهجه ومدارسه وأدواته المختلفة في إثراء الرصيد المعرفي في مجال التراث. وهي الإشكالية التي ينتظر أن يناقشها أساتذة ودكاترة وباحثون من خلال مشاركاتهم في أشغال الملتقى. حدد القائمون عليه مجموعة هامة من الأهداف التي ينتظر تحقيقها من وراء عقد المؤتمر الوطني الخامس، تمثلت تحديدا في إبراز الدراسات الجديدة في مجال التراث الأثري والاستفادة من نتائج البحوث. بينما تمثل الهدف الثاني في الوصول إلى القراءة المتبصرة للأحداث التاريخية من خلال شواهدها المادية المتمثلة في منتوج الأمة الحضاري. أما الهدف الثالث، فهو تربوي يرمي إلى نشر الوعي بموروث الأمة الحضاري، خاصّة في المجال التربوي، من خلال المساهمة في دعم مناهج المنظومة التربوية بالمعرفة العلمية والتاريخية في مجال التراث الذي يتم تفعيله في المجال الاقتصادي من خلال الاستغلال العقلاني لموارده ضمن إطار التنمية المستدامة. يناقش الملتقى عدة محاور هامة، منها محور يتعلق بسياسة البحث العلمي في مجال التراث، ومناهج البحث العلمي وأثرها في البحث الأثري، إلى جانب دور البحث العلمي في صيانة وترميم التراث الثابت والمنقول، ليختتم الملتقى بمحور أخير حول مساهمة الجامعة الجزائرية في حركية البحث الأثري.