بدأت تحركات التعاونيات الفلاحية عبر تراب بلديات ولاية عنابة، من أجل تزويد الفلاحين بعتاد الري لسقي المحاصيل الزراعية التي تأثرت بشكل كبير جراء تأخر سقوط الأمطار، حيث عرفت مساحات واسعة من البقوليات، القمح والشعير حالات جفاف خطيرة تنذر بمواسم فلاحية كارثية. نتيجة لهذه المستجدات التي تخرج عن نطاق الإمكانيات البشرية يعرف القطاع الفلاحي من خلال التعاونيات وحتى بأشكال فردية لآلاف الفلاحين تحركات حثيثة تهدف أساسا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المساحات الزراعية بمختلف محاصيلها. في هذا الصدد أفادت مصادر ”الفجر” أن الإقبال على إنهاء إجراءات التأمين الفلاحي على المحاصيل الفلاحية، كان قد عرف ارتفاعا محسوسا، حيث يقدم يوميا مئات الفلاحين على القيام بدفع رسوم التأمين من أجل تفادي الخسائر التي يمكن أن تحدث في حال استمرار موجة الجفاف التي تكون قد أثرت بشكل كبير على المحاصيل المبكرة للقمح الصلب واللين وكذا الشعير. في هذا الإطار أكد المعنيون أن المصالح الفلاحية لاتزال مكتوفة الأيدي، حيث لم يتم اتخاذ أي إجراء فعلي يمكن من تجاوز هذه المرحلة التي سيكون لها انعكاسات خطيرة على مستويات المحاصيل الزراعية بشكل عام. من جانب آخر، عمد عدد كبير من الفلاحين المستقلين عن التعاونيات، والذين يعتمدون في عيشهم على مردودهم الفلاحي لإنقاذ هذا الأخير عن طريق اتباع أساليب السقي بجميع أنواعها، في خطوة لإنعاش المحاصيل الزراعية وحمايتها من مختلف الأمراض النباتية التي عادة ما تكون السبب المباشر في تلف مساحات زراعية هامة عبر مختلف بلديات ولاية عنابة. في هذا السياق ناشد المعنيون المصالح الفلاحية، تسطير برنامج إنعاش يمكن من توفير إمكانيات الري من أجل تعميم العملية على كامل القطاع الفلاحي دون استثناء، من أجل وضع حد للخسائر التي يتكبدها الفلاح التي بدأت أصلا من الارتفاع المفاجئ لسعر البذور، لتختتم بموجة الجفاف التي ستكون نتيجتها المنطقية ارتفاع سعر علف الماشية، وهو الأمر الذي يتخوف منه المربون الذين أكدوا أن الأمر سينعكس كذلك على سعر اللحوم، التي ستعرف ارتفاعا استثنائيا في حال بقاء الوضع على حاله. وفي انتظار قدوم الغيث، يبقى تدخل المصالح الفلاحية جامدا، في الوقت الذي يتخذ الفلاحون من خلال تعاونياتهم أو فرديا حلولا ترقيعية تبقى نجاعتها محدودة جدا، بالنظر للواقع الذي قد يكون مأساويا إذا استمر تأخر موسم تساقط الأمطار لاحقا.