قالت مجلة ”فورين بوليسي” الأمريكية، أوّل أمس إن القوتين الإقليميتين في منطقة الشرق الأوسط، في إشارة إلى ”السعودية وإيران” يمسكان برقاب بعضهما البعض، وخطوة المملكة القادمة لن تكون ضرب سوريا أو اليمن، وإنما توجيه ضربة موجعة لطهران. ولفتت الصحيفة إلى أن عام 2016 الذي استهل بأعمال العنف، بعد إعدام الرياض رجل الدين الشيعي، نمر النمر، صحبه توتر في العلاقات مع طهران، عدوها الإقليمي في المنطقة. وأشار صاحب المقال إلى أنّ المملكة تعمّدت التصعيد وتحججت بالهجوم على سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لقطع العلاقا، مستغلة في ذلك رد الفعل الإيراني على إعدام الشيخ النمر، كون النمر مواطنا سعوديا وليس إيرانيا، وأضافت أنّ التحالف الإقليمي مع الدول الصديقة الذي أعلنت عنه المملكة، قبل الحادثة، كان أيضًا تمهيدا لهذه القطيعة، وأن البحرين، والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت وجيبوتي والسودان، بعضهم قطع علاقاته مع طهران والبعض الآخر اتجه إلى خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية معها. وأشارت المجلة إلى أن كلًا من إيران والسعودية يفضلان توظيف وكلاء في معاركهما خارج أراضيهما، بدلًا من إرسال جيوشهما، وأن المدنيين السوريين واليمنيين هم من يدفعون ثمن الحرب الحروب الأهلية في المنطقة والتي تبين أنها حروب بالوكالة بين الرياضوطهران. وقال محللون إن الرياض تحاول زج واشنطن المنتجة للنفط الصخري، للخروج من السوق، لكن الهدف الأهم للرياض هو نسف ميزانيات إيران وروسيا، التي تعتمد على عائدات النفط في مداخيلها. لكن يبقى أن المملكة تدفع هي الأخرى ثمن استراتيجيتها في المنطقة، حيث سجلت عجز في ميزانيتها وصل إلى 98 مليار دولار. وحذر صندوق النقد الدولي من استنفاد الأصول المالية للبلاد، وتنبأ خبراء ب”إفلاس وانهيار حتميين لعرش آل سعود”. وخلص كاتب المقال إلى أنه إذا لم يُكتب الفصل الأخير من هذه القصة، لن تهنأ المنطقة ولن تعرف السلام.