* جمعية حماية المستهلك:”المطاعم الجزائرية لا تتقيد بالمقاييس العالمية” تشهد محلات بيع ”الشوارما” إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين الذين باتوا يتجهون إلى هذا النوع من المأكولات السريعة، غير آبهين بنوعية المواد المستعملة في تحضيرها، ولا بطريقة الإعداد والطهي وشروط النظافة والسلامة، التي تهدد سلامة المستهلك. اشتكى العديد من المواطنين من أشياء غريبة وأخرى مقززة احتوت عليها سندويشات الشوارما، من ريش وعظام وتراب والعديد من الملوثات التي بإمكانها تعريض حياتهم للخطر، في وقت لا يكاد أي محل لبيع المأكولات السريعة في الجزائر يخلو من فرن طهي الشوارما، والذي فضل أغلب أصحابه عرضه أمام المارة على قارعة الطريق، واضعين بذلك صحة المواطن في خطر تتسبب به الأتربة والملوثات التي يحملها الهواء، كما تشكل ظروف التحضير ونوعية الدواجن وطريقة تخزينها ونقلها عاملا آخر للإصابة بالأمراض والتسممات الغذائية المختلفة. ومن جهة أخرى تكشف بعض المصادر المطلعة في هذا المجال، على اعتماد أصحاب محلات المأكولات السريعة لحم الدجاج عوض لحم الديك الرومي الذي يفتقر لأدنى شروط الحفظ والنظافة، حيث أرجعت المصادر ذاتها اعتماد أصحاب محلات بيع المأكولات على هذا النوع من اللحوم، إلى انخفاض سعره مقارنة بلحم الديك الرومي بفارق عادة ما يكون في حدود 50 دج للكيلوغرام الواحد، غير أن زيادة الأرباح باختيار اللحوم ذات النوعية الرديئة لإدخالها كمادة أساسية لتحضير هذه الأكلة الواسعة الاستهلاك، تلعب دورا كبيرا في الإضرار بصحة المستهلك. ومن جهة أخرى فإن طريقة التحضير والعرض التي تشمئز منها الأبدان في العديد من محلات بيع المأكولات الجاهزة والمطاعم، حيث يعمل القائمون على تحضير هذه المادة بحرق الدجاج بالماء الساخن بأقصى درجات الحرارة دون تفريغه من الأمعاء والشوائب، ثم يقومون بتجزئتها بإزالة الرقاب والأجنحة لإعادة بيعها، ليتم تقسيمه بعد ذلك إلى شرائح دون مراعاة إزالة الريش بصفة كاملة. جمعية حماية المستهلك:”هذه هي شروط تحضير وبيع الشوارما” أوضحت جمعية حماية المستهلك لولاية تيبازة، أنه من الضروري أن تتوفر المطاعم المختصة في بيع الشوارما على العديد من المقاييس العالمية التي تخولها بيع هذه المادة الحساسة التي بإمكانها تعريض حياة المستهلك للخطر. ومن بين أهم هذه الشروط التي لا تحترمها أغلب المحلات الجزائرية ذكر المصدر ذاته احترام شروط النقل والعرض والتخزين في ما يتعلق بنقل أسياخ الشاورما المجهزة إذا كان المشغل منفصلاً عن المطعم، أن تكون قاعة التحضير مكيفة ولا تزيد درجة حرارتها عن 9 درجات مئوية، كما يمنع الشيّ والبيع خارج حدود المحل، وذلك لحماية المواد الغذائية من الملوثات الخارجية، مع مراعاة توفير وسائل التهوية، وهو ما لا توفره أغلب المحلات التي تتفنن في عرض الشوارما على قارعة الطريق لجذب انتباه المارة. وبخصوص الأدوات وطريقة التحضير، تشير جمعية حماية المستهلك وإرشاده إلى وجوب أن تكون الأدوات المستخدمة في إعداد وجبة الشاورما مصنوعة من معدن غير قابل للصدأ، إضافة إلى ضرورة تنظيها وتطهيرها بشكل منتظم، خاصة ألواح التقطيع. أما في ما يخص عملية التحضير، فيوصي المصدر نفسه بمراعاة الشروط الصحية أثناء نقل وحفظ اللحوم، إضافة إلى وجوب حفظ الشاورما المجهزة المعدة للطهي مغطاة ومبردة في الثلاجات على درجة حرارة لا تزيد عن 4 درجات مئوية وبكمية لا تتجاوز احتياجات الاستعمال ليوم واحد. كل هذه الشروط وأخرى كثيرة، تجعل المستهلك الجزائري يتساءل عن مدى احترام المحلات المختصة في بيع المأكولات لهذه الشروط والمقاييس العالمية، التي تجعله في مأمن من الإصابة بأي مرض غذائي أوتسمم ناتج عن الإهمال وعدم المبالاة بقواعد السلامة والنظافة. .. ويبقى تحضيرها في المنزل أسهل وأكثر أمنا ولما كانت الشوارما الأكلة المفضلة لدى أغلب الجزائريين وباتت تستهوي عقول الأطفال قبل الكبار، ارتأت الكثير من الأمهات تحضير هذه الوجبة في البيت بوسائل وطرق صحية تجعلهن مطمئنات حول المكونات المستخدمة وتقليل فرص الإصابة بالأمراض التي تحملها الشوارما. وفي السياق ذاته كان لنا حديث مع صبرينة، إحدى الأمهات التي تقول إن اقتناء قطع لحوم الديك الرومي من الأسواق وتحضيرها في المنزل وفق الوصفة المعروفة، أحسن بكثير من شرائها جاهزة من محلات نجهل مصدر لحومها وطريقة طهيها لها. ومن جهتها تقول حسيبة، إن تحضير الشوارما منزليا إضافة إلى كونه صحي وغير مضر فهو اقتصادي وموفر للمال، لاسيما أن ثمن قطع اللحوم البيضاء التي تستعمل في تحضير وجبة لستة أرخص بكثير من طبق شوارما لشخص واحد في المطاعم.وهو ما ذهبت إليه العديد من الأمهات اللاتي تحدثنا إليهن، واللاتي شككن في طريقة تحضير الشوارما في المطاعم واعتبرهن غير صحية على الإطلاق.