تدعمت ولاية سكيكدة، في بداية الشهر الجاري، بمشاريع وإنجازات جديدة على قدر كبير من الأهمية تتماشي مع متطلبات التنمية الاجتماعية ومع تطور حاجيات سكان الولاية الذين ما انفكوا يطالبون بها، بالنظر للنمو الديموغرافي الهائل ومع الهجرة الريفية الكبيرة التي أحدثها الإرهاب الإجرامي في بداية التسعينيات. بدأت الأشغال بصفة فعلية بمستشفي محمد دندان بعزابة، لبناء جناح ضخم للعمليات الاستعجالية والجراحية بحكم وقوع مدينة عزابة والبلديات المجاورة لها بالقرب من الطريق الوطني رقم 44 الذي يربط ولايات شرق البلاد بالوسط وبالجنوب، ويعرف حركة اقتصادية نشطة علي مدار السنة بحكم وجود مينائين كبيرين في كل من سكيكدة، إلى جانب مصنع الإسمنت لحجار السود الذي يزود عشر ولايات بمادة الإسمنت. وتدعم ذات المستشفي بمصلحة لأمراض السرطان جهزت موخرا بتجهيزات تقنية عصرية ومتطورة ووسائل للتشخيص المبكر والمعالجة الكيميائية. كما استفادت دائرتا عين قشرة وأم الطوب بمستشفى لكل واحدة بستين سريرا قابلة للرفع إلى مائة سرير، وضع وزير الصحة محمد بوضياف حجرهما الأساسي خلال زيارته نهاية الأسبوع الماضي للولاية. كما استفادت دائرة ظالحروش بمستشفي متخصص في إجراء العمليات الجراحية وفي أمراض وجراحة العظام، وتجري الأشغال لبناء عيادة متعددة الخدمات ذات حجم كبير في المدينة الجديدة لبوزعرورة شرق سكيكدة، تعادل مستشفى من النوع المتوسط الحجم ويرتقب أن تنتهي أشغالها قبل الثلاثي المقبل من السنة القادمة. فيما تحولت العيادة المتعددة الخدمات لحي 500 مسكن غرب مدينة سكيكدة إلى مقاطعة صحية جديدة الأولى من نوعها على المستوي الوطني، تندرج في إطار نظام الصحة الجديد الذي أعلن عنه وزير الصحة عقب زيارته لولاية سكيكدة الأسبوع الماضي. وواضح أن أشغال التهيئة الكبري التي أدخلت على المستشفى القديم للمدينة الذي تأسس في سنة 1860 عقب دخول القوات الاستعمارية الفرنسية إلى المدينة، بعد سيطرتها علي قسنطينة بنحو عامين، قد أحدثت تغييرا جدريا وعميقا على الهيكل المادي الشامل للمستشفى، حيث أصبح الى جانب كونه مؤسسة صحية تحفة فنية رائعة، وتم توسيع مصالح الطبية واستحداث مصالح جديدة كأمراض الأمومة والطفولة ومصلحة أمراض الكلى وتصفية الدم التي كانت منعدمة نهائيا، إضافة إلى مصلحة تشخيص الأمراض وأجنحة للأشعة. كما تدعم مستشفي عبد الرزاق بوحارة بمصلحة لأمراض السرطان ومصالح للتشخيص المبكر للأمراض الخطيرة والأمراض الشائعة في الولاية، غير أن هذه المؤسسات تمركزت في المدن الكبيرة دون غيرها، في الوقت الذي مايزال سكان الأرياف يشتكون من غياب الصحة القاعدية ممثلة في المراكز الصحية في المناطق الجبلية، وغياب العيادات الريفية للولادة التي أصبحت الشغل الشاغل للسكان بالنظر للمعاناة التي يكابدونها.