ماتزال عائلة عمي عمر بأعالي بلدية اولاد يحي خدروش، شرق عاصمة ولاية جيجل بحوالي 60 كلم، تعيش ظروفا اجتماعية مزرية وحادة، فهذه العائلة التي تداولت وضعيتها وسائل الإعلام وصفحات فايسبوك لاتزال تراوح مكانها، وقد زارتها يوم الجمعة مجموعة ” خاوة في الخير ” لولاية جيجل لتقديم مساعدات ومسح آلام ودموع عمي عمر وأبنائه وبناته الذين يعيشون في مسكن من 03 غرف دون زجاج ولا تدفئة ولا غاز ولا أغطية ولا أفرشة، وبدون حمام ومرحاض، فحتى قضاء الحاجات البيولوجية يكون في الوادي رغم قساوة الطبيعة والبرد القارس في فصل الشتاء. وحسب مجموعة ”خاوة في الخير” فإن جدران المنزل متآكلة من دخان الحطب. عمي عمر استقبل المجموعة الخيرية البالغ عددهم 10 شبان بابتسامة عريضة، رغم المحن والأحزان، فهو متقاعد وظروفه صعبة للغاية، لاسيما أن عائلته المتكونة من 06 أفراد، 05 منهم مصابون بأمراض عقلية واضطرابات نفسية انطلاقا من الأم و03 بنات وابن يبلغ من العمر 35 سنة. ولا تقوم بأشغال البيت إلا الأخت الصغرى رغم أنها أصبحت هي الاخرى تعاني من اضطرابات نفسية بسبب المحيط غير الملائم، إلا أنها تبقى الوحيدة المتكفلة بأمها وأبيها وإخوتها. وقد قدمت مجموعة ” خاوة في الخير ” لعائلة عمي عمر مساعدات غدائية وأغطية وأفرشة. وقامت المجموعة بمساعدة شبان المنطقة الذين تهافتوا على دار عمي عمر التي لا تعرف الزوار بإتلاف الأغطية والملابس البالية ومنحهم أخرى جديدة مع ترتيبها في البيت، وكذا دهن وطلاء الجدران التي وجدوها قد تحولت إلى سواد بفعل دخان الحطب، وهو ما أدخل فرحة كبيرة على قلوب أفراد العائلة. وناشدت العائلة والي ولاية جيجل، التدخل ليس من أجل سد رمقهم من الجوع اليومي لكن من أجل إيجاد وسيلة للتكفل بالابن البالغ من العمر 35 سنة ويعاني من مرض عقلي حاد، وتم نقله إلى مستشفى الامراض العقلية بسطيف إلا أنه تم رفض استقباله. ويتحدث والده بحرقة كبيرة أنه التكفل الصحي به يعد من أهم مطالبه على الاقل لإعادة السكينة والطمأنينة لهدا البيت.