سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لبنان: مجلس الوزراء يعلن تمسكه بالإجماع العربي ويدعو إلى رأب الصدع مع الرياض سليمان التقى الحريري وجنبلاط وأكّد على أهمية العلاقة مع السعودية وانتخاب الرئيس
أكد مجلس الوزراء اللبناني مساندته الدائمة للعرب وتمسكه بالإجماع العربي في القضايا المشتركة، التي حرص عليها لبنان. ودعا المجلس في ختام جلسة استثنائية عقدت أمس، رئيس الوزراء تمام سلام إلى إجراء الاتصالات اللازمة مع قادة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، تمهيدا للقيام بجولة خليجية على رأس وفد وزاري. وقال سلام، البيان في الختامي للجلسة، إنه ”انطلاقا من نص الدستور القائم إن لبنان عربي الهوية والانتماء وعضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية، وانطلاقا من العلاقات الأخوية التي تربطه بالإخوة العرب، ومن الحرص على المصلحة العليا، فإننا نؤكد وقوفنا الدائم إلى جانب إخواننا العرب وتمسكنا بالإجماع العربي في القضايا المشتركة التي حرص عليها لبنان”. وأضاف: ”نجدد تمسكنا بما ورد في البيان الوزاري لحكومة المصلحة الوطنية، وعلينا في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها المنطقة أن نقلل خسائرنا فنلتزم سياسة النأي بالنفس كي لا نعرض بلدنا للخطر”. وأشار إلى أن ”مجلس الوزراء يعتبر أنه من الضروري تصويب العلاقة بين لبنان وأشقائه وإزالة أي شوائب”. وقال سلام ”ندين ونستنكر أشد الإدانة والاستنكار ما تعرضت له سفارة المملكة العربية السعودية في إيران وما هو متعارض مع المواثيق الدولية ومع كل الاتفاقات ومع كل ما يحمي البعثات الدولية في الدول الأخرى، ونشدد على ذلك ونؤكد ذلك”. وكان مصدر سعودي مسؤول أفاد، قبل أيام، بأن بلاده أوقفت مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي اللبناني، وذلك نظرا للمواقف اللبنانية التي لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين. وفي السياق، أكد العماد ميشال سليمان أن الهبة السعودية لتجهيز وتسليح الجيش اللبناني لم تكن مشروطة على الاطلاق، وقال سليمان: ”هل معقول أن توضع شروط على رئيس جمهورية يستعد لمغادرة سدة الرئاسة والذهاب إلى منزله؟”. وأضاف: ”المملكة اأطت الهبة بالاتفاق مع الدولة الفرنسية، والسبب هو أن علاقة الجيش اللبناني مع الجيش الفرنسي علاقة تاريخية، وبالتالي لم يرسل السعوديون ضباطا لتغيير عقيدة الجيش اللبناني وفرض شروط، والعكس صحيح، لأن من تواصل مع الجيش هم ضباط فرنسيون، والكلام عن شروط مردود من أساسه”. وفي خلال لقاء جمعه برئيس تيار المستقبل، الرئيس سعد الحريري، ورئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط، قال الرئيس سليمان: ”الإرباك في السياسة الخارجية عائد أساسا لعدم وجود رئيس جمهورية، لأن المادة 52 تسمح للرئيس بالتنسيق مع رئيس الحكومة المفاوضة في الخارج، بينما رئيس الحكومة الآن مربك في السياسة الخارجية لأن كل موضوع يحتاج إلى مراجعة معظم الوزراء، والأمر الآخر هو إعلان بعبدا الذي اتفق عليه وينص على التحييد باستثناء الإجماع العربي، وفي تاريخ لبنان كان الإجماع العربي مطلبا لبنانيا منذ تأسيس جامعة الدول العربية”. السعودية تشدد على موقفها من وقف تسليح الجيش والأمن الداخلي في لبنان وكان مجلس الوزراء السعودي شدد، في جلسته التي عقدها ظهر الاثنين، برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، على قرار المملكة بوقف مساعداتها لتسليح الجيش وقوى الأمن الداخلي اللبنانيين. وأوضح وزير الثقافة والإعلام، عادل بن زيد الطريفي، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية، عقب الجلسة، أن المجلس شدد على وقف مساعدات المملكة لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي اللبناني”، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية دأبت على دعم ومساندة الدول العربية والإسلامية، وكان للجمهورية اللبنانية نصيب وافر من هذا الدعم، ووقفت إلى جانب لبنان في كافة المراحل الصعبة التي مر بها وساندته دون تفريق بين طوائفه وفئاته، حرصاً منها على أمنه واستقراره وسيادته. كما شدد المجلس على أنه رغم هذه المواقف، فإن المملكة تُقابل بمواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر العربية والإقليمية والدولية في ظل مصادرة حزب الله اللبناني لإرادة الدولة، كما حصل في مجلس جامعة الدول العربية وفي منظمة التعاون الإسلامي من عدم إدانة الاعتداءات على سفارة المملكة في طهران والقنصلية العامة في مشهد، فضلا عن المواقف السياسية والإعلامية التي يقودها حزب الله في لبنان ضد المملكة، وترى أن هذه المواقف مؤسفة وغير مبررة ولا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين، ولا تراعي مصالحهما، وتتجاهل مواقف المملكة الداعمة للبنان خلال الأزمات التي واجهته اقتصادياً وسياسياً.