كشفت مصالح غرفة التجارة والصناعة سيبوس عنابة، عن مشروع إنشاء قصر معارض يتربع على مساحة تقدر بأكثر من هكتارين بالتعاون مع خبرات فرنسية، وتحديدا من مدينة سانت إيتيان الفرنسية، في إطار مشاريع التوأمة التي جمعت هذه الأخيرة ببلدية عنابة غضون السنة ما قبل المنصرمة. يأتي المشروع الذي يعتبر إضافة تنموية نوعية لولاية عنابة في إطار الاتفاقيات الاقتصادية التي تم تسطيرها خلال ملتقيات التوأمة التي جمعت الفاعلين الاقتصاديين لمدينة سانت إيتيان الفرنسية بنظرائهم من ولاية عنابة، عبر العديد من الزيارات المتبادلة بين الطرفين منذ سنتين، علما أن مكتبي دراسة فرنسي وجزائري يتكفلان بتحضير أولى الخطوات الدراسية للمشروع، الذي ظل حلما بالنسبة لسكان عنابة منذ سنوات، حيث أن انعدام وجود حيز تجاري وفق المقاييس المعمول بها حرم الولاية من عديد التظاهرات الاقتصادية التي استفادت منها بقية ولايات الوطن، على غرار وهران، العاصمة، قسنطينة وغيرها من مناطق التراب الوطني. وسيمكن المشروع من فتح أبواب أوسع للنشاطات الاقتصادية، على اعتبار ولاية عنابة قطب اقتصادي مؤسساتي بامتياز، يحتاج بشكل ماس لمثل هذه المشاريع التي تعتبر حجر الأساس في الترويج للمؤسسات الاقتصادية التي سرعان ما يتوفر لها المزيد من مجالات النشاط عن طريق الشراكة داخليا وخارجيا. من جانب آخر يعتبر مشروع قصر المعارض متنفسا لسكان الولاية المتعطشين لفعاليات معارض ذات مستوى في مختلف المجالات الاقتصادية، والتي كانت ولسنوات حكرا على أشخاص معينين يستغلون أملاك الدولة، على غرار مساحات "التاباكوب" وبأسعار خيالية لصالح باعة الأرصفة لعرض منتوجاتهم لمدة 15 يوما تمكنهم من تحقيق أرقام أرباح مهولة، وهو الأمر الذي فتح الباب أمام احتجاجات تجار المحلات القارة للمطالبة بوضع حد للتنظيم العشوائي لمثل هذه المعارض التي لا تستند لأي دراسة أو التزام بمقاييس عرض المنتجات التي غالبا ما تكون استهلاكية ذات نوع رديء. وبالنظر لانعدام الرقابة على أنشطة المعارض التي تشكل فرصة اقتصادية تحمل الكثير من التحايل الذي يمارسه المنظمون لها، على اعتبار تنظيمها عبر قاعات حفلات أوخيمات عملاقة وغيرها من المواقع التي تضمنت في إحدى المرات مقر مقهى في إحدى بلديات الولاية، يبقى مشروع تجسيد قصر معارض مخرجا لمأزق التواصل الاقتصادي بين الفاعلين الاقتصاديين من جهة والمواطنين من جهة أخري تحتاجه ولاية عنابة بشكل ماس وأكثر من ضروري.