أرجعت مديرة البيئة بولاية مستغانم، سبب تأخر إنجاز مراكز الردم المبرمجة إلى نقص العقار بسبب الطبيعة الفلاحية للولاية، كما كشفت ل”الفجر” عن وجود مشروع لفرز النفايات سيمكن من رفع العمر الإفتراضي لمراكز الردم وتدعيم مداخيل الدولة. وأكدت مديرة البيئة أن شركات محلية وعالمية مهتمة بملف استرجاع النفايات، ما يسهل إطلاق مشروع لفرزها إلى صنفين على الأقل، جافة وغير جافة. كما سيتم حث بعض المتعاملين على عملية الفرز من المصدر كالمطاعم والفنادق وغيرها، بالتوازي مع حملة تحسيسية للمواطنين. وتمكن عملية الفرز من استرجاع وتدوير عدة مواد قابلة للتصدير كالبلاستيك والزجاج، فيما تستعمل المواد العضوية في إنتاج الأسمدة. وكشفت المديرة عن قرب استكمال إنجاز 4 مراكز ردم مبرمجة في بلديات عين سيدي شريف، الطواهرية، سيدي علي، إلى جانب إنجاز الحوض الثاني لمركز الردم بمنطقة أولاد بوراس ببلدية السور بعد انتهاء صلاحية الحوض الأول. وعن احتجاج مواطني دوار أولاد بوراس على انتشار الروائح الكريهة من مركز الردم، أكدت مديرة البيئة أن العصارة الناتجة من المواد العضوية تنقل عبر أنابيب تحت مركز الردم باتجاه أحواض خاصة شكلت مصدر إزعاج للسكان، وأكدت أن إطلاق عملية الفرز سيحل هذا المشكل نهائيا، وسيتم اللجوء إلى ضخ المياه من الأحواض كحل استثنائي في حال تأخر الفرز، لمنع أي مصدر للإحتجاج، حيث طمأنت مديرة البيئة الفلاحين بأن مراكز الردم مجهزة بمواد عازلة تمنع وصول المياه القذرة إلى المياه الجوفية بصفة نهائية. كما أن مراكز الردم لن تستقبل إلا النفايات غير قابلة للإسترجاع فقط بعد إطلاق المشروع الجديد، وستمكن العملية من غلق نحو 20 مفرغة عمومية. وقد شكل تسيير النفايات بولاية مستغانم على مدار سنوات طويلة، أحد أهم أسباب خروج المواطنين إلى الشارع للإحتجاج، خصوصا بعد دخول مركز الردم بدوار أولاد بوراس ببلدية السور شرق ولاية مستغانم الخدمة قبل 3 سنوات، ما تسبب في توسيع رقعة الإحتجاجات في عدة بلديات. وقد انتفض سكان دوار أولاد بوراس لعدة أشهر احتجاجا على انتشار الروائح الكريهة لمسافة تفوق 2 كلم، عكس وعود السلطات المحلية، حتى تدخلت قوات الدرك الوطني واعتقلت عددا منهم، لتنتقل عدوى الإحتجاجات إلى بلديات عين سيدي شريف وبوقيرات لنفس الأسباب، ناهيك عن الأضرار التي تسببها عمليات حرق النفايات في المفرغات العشوائية المنتشرة في العديد من بلديات الولاية، والتي بلغ عددها 17 مفرغة، خصوصا في بلديات مستغانم، حاسي ماماش، عين سيدي شريف وبوقيرات. و قد تسببت هذه الإحتجاجات في تأخير إنجاز 3 مراكز ردم أخرى، كما نقلت مشروع محرقة عصرية من بلدية بوقير إلى ولاية مجاورة.