* سكان المنطقة يستهجنون ويغطون التمثال بالراية الوطنية استجابت السلطات المحلية لمدينة عين مليلة لأمر رئيس الجمهورية المتمثل في تنحية التمثال التذكاري للشهيد العربي بن مهيدي الذي تم نصبه وتدشينه من طرف وزير المجاهدين في الذكرى ال59 لاستشهاد العربي بن مهيدي، الأسبوع الماضي. طالبت شقيقة الشهيد الرمز العربي بن مهيدي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بضرورة التدخل العاجل من أجل إعادة الاعتبار للشهيد العربي بن مهيدي، الذي تمت إهانته من طرف السلطات الولائية والمحلية لأم البواقي بنصب تمثال تذكاري يخلده ولكن هذا التمثال أظهره في شكل كاريكاتوري، مكلفا خزينة الدولة أزيد من ملياري سنتيم. وجميل أن يتم تذكر رموز الثورة الجزائرية الذين ضحوا في سبيل استقلال الجزائر ولكن ليس بالطريقة التي قامت بها السلطات المحلية ببلدية عين مليلة والتي قامت بإنجاز تمثال للشهيد الرمز العربي بن مهيدي ولكن صاحب المشروع قام بتشويه شكل بن مهيدي وأظهره أشبه بالكاريكاتور أكثر من شبه الصورة الأصلية للشهيد، هو الأمر الذي لقي استهجان سكان المنطقة. الكشف عن تمثال الشهيد العربي بن مهيدي تم يوم الثاني مارس الفارط بمناسبة ذكرى استشهاد العربي بن مهيدي ونصب التمثال في مدخل مدينة عين مليلة بولاية أم البواقي، ويجسد هذا التمثال شخصية البطل العربي بن مهيدي ولكنه للأسف لا يشبهه على الإطلاق، بل جاء أشبه للكاريكاتور أكثر من شبهه بالبشر، وهو الأمر الذي لقي استهجان جميع سكان المدينة دون استثناء. وقام مساء أول أمس بعض النشطاء بتغطية رأس التمثال بالراية الوطنية إلى حين إيجاد صدى عند المسؤولين، إلا أن رجال الشرطة قامت بإزالة العلم عن التمثال، والبحث عن من قاموا بالعملية، وقرر النشطاء الذهاب إلى مركز الشرطة منددين برد فعلهم، لم تجد الشرطة أي حجة سوى أنها تطبق الأوامر. وفي سياق منفصل قال المخرج بشير درايس أن فريق العمل على فيلم ”العربي بن مهيدي” تلقى مشاكل في كتابة السيناريو لأن المؤرخين لم يكتبوا عن حياة الشهيد العربي بن مهيدي وتطلب منهم الأمر سنتين من أجل كتابة السيناريو. وأضاف بشير درايس عند نزوله ضيفا على حصة ”الموعد الثقافي” على قناة ”الخبر” أن الشعب الجزائري البسيط لا يعرف تفاصيل حياة العربي بن مهدي، الذي كان معروفا بالحكمة ويجمع بين الناس ويصلح بين القادة السياسيين، وكان له دور كبير في جمع الثوريين لأن كلمته مسموعة. ويقول درايس أن الفيلم سيسلط الضوء على شخصية بن مهيدي المثقف الذي يحمل معه دائما كتابا ويحب المسرح والسينما، حيث كان ممثلا ومخرجا مسرحيا ولاعب كرة قدم. وعاد المتحدث إلى سنة 2009 قبل بداية كتابة السيناريو حيث قال: ”قبل بداية الكتابة اتصلت بعائلة بن مهيدي ولولا موافقتهم لما بدأت المشروع، حيث نلت موافقة أخته، وتعاملنا مع الناس الذين عرفوا بن مهيدي من أمثال صديقه الهاشمي الهاشمي. وبشأن التركيز على طفولة بن مهيدي يقول درايس: ”كل الأفلام العالمية اليوم التي تتطرق إلى شخصيات كبيرة تعود إلى مرحلة الطفولة، حيث لا يمكن أن نبدأ مع الشخصية مباشرة في مرحلة النضال الثوري، بل يجب العودة إلى الطفولة والعائلة والدراسة والمجتمع الذي كان يعيش فيه البطل، وفي السيناريو نريد أن يعرف العالم بن مهيدي لهذا أخذنا كل الوقت الكافي لكتابة السيناريو”. وعاد درايس إلى المشاكل التي اعترضت فريق العمل، معتبرا أن المشكل الرئيسي هو التمويل، نظرا لما يتطلبه العمل من إمكانيات مادية كبيرة: ”نقوم بالتصوير في أربعة بلدان وهي تونس، المغرب، مصر وإسبانيا بالإضافة إلى تسعة ولايات في الجزائر، كما أن المشكل الثاني هو الديكور، فبحكم أن كل المدن تغير طابعها العمراني تطلب منا هذا إعادة بناء ديكورات، حيث قمنا ببناء 241 ديكورا بالإضافة إلى الملابس والإكسسوارات وسيارات ذلك الوقت، فكل الديكورات مبنية ولأول مرة 100 بالمائة مثل الأفلام الأمريكية، وقام بهذه العملية منصف حقونة وهو مصمم ديكور تونسي وشارك في العديد من الأفلام العالمية في صورة فيلم ”حرب النجوم” ويملك خبرة كبيرة في هذا المجال واستغرق الشغل معه 24 شهرا”. وفي الأخير قال بشير درايس أن المشاكل التي اعترضتهم في طريق الحل، مضيفا أن الفيلم سيكون جاهزا في 2016 وبقي شهر ونصف من التصوير منها يومين في العاصمة المصرية القاهرة.