تشهد الولايات الحدودية مع ليبيا، حالة من الاستنفار، تزامنا مع تواجد غير مسبوق لقوات الجيش الشعبي الوطني، منذ الغارات الجوية التي قامت بها القوات الأميركية على مدينة صبراتة الليبية في 19 فيفري المنصرم. ازدادت مخاوف سكان هذه الولايات بشكل كبير بعد عملية بن قردان التونسية، حيث يعيش سكان ولايتي الوادي وإليزي، على وقع طبول الحرب، مع تخوفات من اقتراب تنظيم الدولة الإسلامية ”داعش” من الحدود الجزائرية، بعد محاولة ”داعش” إقامة إمارة تابعة له بالمدينة التونسية المذكورة آنفا. وقد كشف مصدر عسكري رفيع المستوى ل”الفجر”، أن الجيش الشعبي الوطني ضاعف من تواجده على الحدود الجزائرية - الليبية في غضون ل48 ساعة الماضية، من خلال نقل وحدات مدرعة وأسلحة ثقيلة لنشرها على طول الشريط الحدودي مع ليبيا، والممتد على طول 982 كلم، كما أن قيادة الجيش الشعبي الوطني تلقت تحذيرات أمنية من احتمال تعرض حدود الجزائر مع ليبيا لهجمات إرهابية خطيرة. وبحسب ذات المصدر فإن الجيش الشعبي الوطني شرع في تحصين مواقع متقدمة على الحدود مع ليبيا ضد عمليات انتحارية قد تشنها مجموعات ليبية متشددة، بعد ورود تحذير أمني عاجل قبل أيام. التطورات الخطيرة على الحدود مع ليبيا دفعت قيادة الجيش الشعبي الوطني إلى تعزيز المنطقة بقوات برية وآليات عسكرية. على صعيد آخر، أبرز مصدر أمني مطلع ل”الفجر” أن سيارة مجهولة رباعية الدفع دخلت منطقة عسكرية مغلقة على الحدود الجزائرية مع ليبيا، قرب ولاية إليزي، صباح أمس، على متنها 8 أفراد، 4 منهم يحملون الجنسية المغربية، واثنان تونسيان، واثنان صرحا بأنهما جزائريان، ولم تمتثل السيارة لطلبات الدورية العسكرية بالتوقف، مما أدى إلى إطلاق النار عليها لإجبارها على التوقف، لكن المركبة تمكنت من الإفلات، وكشف نفس المصدر أن الأشخاص يعتقد أنهم إرهابيون هم بصدد الالتحاق بتنظيم ”داعش” الإرهابي بليبيا. وفي نفس السياق، قال مصدر عسكري ل”الفجر” إن الجزائر تجري تنسيقا ميدانيا مع السلطات التونسية بشأن تأمين الحدود المشتركة، على مستوى المنطقة المثلثة القريبة من غدامس الليبية والدبداب الجزائرية وبرج الخضراء التونسية، وذلك تفاديًا لتسلل الإرهابيين. وتنشر الجزائر 50 ألف جندي على حدودها الشرقية مع كل من ليبيا وتونس منذ مدة، لصد أية محاولات لتسلل الإرهابيين من ليبيا وكذلك عناصر الجماعات الإرهابية التي تنشط في جبال الشعانبي على الحدود مع تونس. مقتل ليبي وتونسي والقبض على 4 أشخاص من جنسيات مختلفة بالحدود الجزائرية الليبية من جهة أخرى، كشف مصدر عسكري رفيع المستوى ل”الفجر” أنه تم تسجيل مقتل ليبي، وآخر من جنسية تونسية، أمس، أثناء عملية عسكرية على الحدود الجزائرية - الليبية أحبطت خلالها عملية تبادل سلع وأسلحة بمنطقة قريبة من ولاية إليزي بالجنوب الجزائري، التي سجلت ارتفاعاً في وتيرة الاختراقات من قبل مليشيات وعصابات تهريب ليبية. وأوضح ذات المصدر، أن مفرزة خاصة تابعة للجيش الشعبي الوطني رصدت، فجر أمس، تحركات لسيارات ليبية وتونسية مشبوهة لمهربين بصدد تبادل السلع بإليزي، عندما أقدم المهربون مع اقتراب مفرزة الجيش الشعبي الوطني على إطلاق النار عليها لمنعها من التقدم ولتأمين انسحابهم إلى التراب الليبي، ما نتج عنه إصابة شخصين، توفي أحدهما في عين المكان وهو من جنسية ليبية في العقد الرابع من العمر، ويتعلق الأمر بالمدعو ”خالد الفزاني”، وينحدر من مدينة البيضاء الليبية، واصابة تونسي في العقد الثالث من العمر، يدعى ”ناجي الرياحي”، ينحدر من مدينة صفاقسالتونسية، وألقي القبض على أربعة أشخاص آخرين، اثنان منهم من جنسية ليبية، ومغربي، وتشادي، تتراوح أعمارهم ما بين 29 سنة و45 سنة.