وصل العاهل المغربي الملك محمد السادس، إلى العاصمة الروسية موسكو، الأحد، وكان في استقباله ميخائيل بوكدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس بوتين إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبعض سفراء الدول العربية في موسكو. وكان الإحراج باديا على محياه، حيث لم يجد في استقباله، لا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولا رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف، ولا وزير الخارجية سيرجي لافروف، حيث ذكرت مصادر رسمية أن الزيارة تندرج في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تجمع المملكة المغربية بروسيا الاتحادية، وإنه من المقرر أن يجري الرئيس فلاديمير بوتين، مباحثات مع محمد السادس اليوم الثلاثاء، لبحث عدد من القضايا من بينها الأزمة السورية. وتتزامن زيارة العاهل المغربي إلى روسيا، والضغوطات التي يتعرض لها المخزن بسبب احتلاله الصحراء العربية، حيث تعيش الرباط أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع الاتحاد الأوروبي، وصلت إلى حد تعليق المملكة الاتصال مع بروكسل، على خلفية إلغاء المحكمة الأوروبية اتفاقية التبادل الحر للمنتجات الزراعية، لاشتمالها منتجات الصحراء الغربية المحتلة، بالإضافة إلى غضب المخزن من تصريحات الأمين العام الأممي بان كي مون، الذي وصف التواجد المغربي بالصحراء الغربية ب”الاحتلال”، وكذا تلويح جبهة البوليساريو بالعودة إلى الكفاح المسلح مجددا، بعد طول انتظار تقرير المصير، علاوة على إدانة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي في دورته 575، التي عقدت في أديس أبابا، في فيفري الماضي، الاستغلال غير المشروع للموارد الطبيعية للصحراء الغربية. وحث المجلس منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي على ضرورة الاضطلاع الكامل بمسؤولياتهما بشأن حل النزاع في الصحراء الغربية، ومعالجته على نحو فعال طبقا لمقرراتهما ومقررات الاتحاد الإفريقي لإيجاد حل يضمن الحق في تقرير مصير الشعب الصحراوي. ويعوّل محمد السادس، على دعم الروس في احتلاله الصحراء الغربية، بعدما وجد صعوبات في إقناع دول غربية، مثل بريطانياوالولاياتالمتحدة، مقابل حصولها على تسهيلات عسكرية مستقبلا، وبالتالي المساعدة على تفادي فرض الغرب حلا في إطار الفصل السابع لميثاق الأممالمتحدة، حيث هناك توجه في هذا الشأن. ويواجه المغرب مشاكل مع الدول الغربية، باستثناء فرنسا، ولا سيما الولاياتالمتحدةوبريطانيا اللتين تساندان مقترح تقرير المصير في الصحراء الغربية، وكانت روسيا قد ساعدت الرباط بمعية فرنسا لتجاوز المقترح البريطاني الأمريكي في أفريل 2013، الرامي إلى تكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان. ويلعب المخزن على وتر سعي موسكو للظفر بتسهيلات عسكرية حقيقية، خاصة على الواجهة الأطلسية والبحر الأبيض المتوسط، منها رسو بعض السفن والغواصات الحربية. وفي سابقة رفعت موسكو من تواجدها العسكري في البحر الأبيض المتوسط، وعند المدخل الغربي لمضيق جبل طارق بسبب الحرب في سوريا، وتحدي الدرع الصاروخي الذي أقامته واشنطن في قاعدة ”روتا” في قاديس، الإسبانية، حيث تقول تقارير استخباراتية إن موسكو طلبت من الرباط هذه التسهيلات ولكنها تحفظت. وفي المقابل أقدمت إسبانيا، العضو في الناتو، على تقديم هذه التسهيلات إلى السفن والغواصات الروسية في مينائي سبتة ومليلية المتنازع عليهما، حيث أصبحت السفن والغواصات الروسية ترسو بين الحين والآخر.