حمل الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن، في مقال نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، يوم أمس، الحكومات الغربية وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا مسؤولية ظهور تنظيم الدولة ”داعش” الإرهابي، وقال إن الغرب هيأ الظروف وفتح الباب على مصراعيه أمام تمدد التنظيم إلى الشرق الأوسط وأوروبا بتدميره سوريا وليبيا وتحالفه مع الرياض ودول الخليج الأخرى. وقال كوكبيرن إن تمدد ”داعش” في ليبيا لم يكن ممكناً لو لم يساعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في تدمير ليبيا ودخولها حالة الفوضى، كما أن توسع تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن لم يكن ليحدث لو لم يعط القادة الغربيون الضوء الأخضر للنظام السعودي لشن حملته هناك. واتهم كوكبيرن وسائل الإعلام الغربية بالنفاق فيما التعاطي مع الأحداث بتجاهلها جرائم التنظيمات الإرهابية بحق آلاف المدنيين الأبرياء في سورية والعراق وتركيزها على الاعتداءات التي تقع في أوروبا والولايات المتحدة فحسب. ولفت الكاتب في مقاله إلى أن قادة الغرب يحاولون دائماً التملص من مسؤوليته عن انتشار التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط وظهور تنظيم ”داعش” الإرهابي في سورية والعراق على وجه الخصوص، مستغلا تواطؤ وسائل إعلامه وازدواجية لغتها في التعامل مع الأحداث. وأوضح كوكبيرن أن القادة الغربيين لا يحاسبون على تورطهم في ظهور التنظيم الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وأنهم يجيدون التملص من تلقي اللائمة عن ذلك. واستذكر كوكبيرن المسيرة التي نظمت في العاصمة الفرنسية باريس، العام الماضي، غداة الاعتداء على مقر مجلة شارلي إيبدو والتي شارك فيها 40 من قادة العالم ولفت إلى أن المسيرة مجرد دعاية لصرف الأنظار عن هذه القيادات لعجزها عن وقف الحروب في الشرق الأوسط وإزالة أية فكرة قد تراود الأوروبيين حول مسؤوليتهم عنها.