أتت سياسة التقشف التي أعلنت عنها الحكومة لخفض فاتورة الاستيراد بسبب الأزمة التي تعيشعا البلاد، أكلها حيث تراجعت فاتورة واردات السيارات خلال شهري جانفي وفيفري من السنة الجارية بنسبة 58 بالمائة، حيث تراجعت إلى 306.77 مليون دولار مقابل 730 مليون دولار في نفس الفترة من العام الماضي. تشير البيانات الأولية للمركز الوطني للإحصائيات الجمركية أن كمية السيارات المستوردة في الفترة يناير-فبراير انخفضت ب63٪ لتبلغ 21.380 سيارة مقارنة ب57.696 سيارة في نفس الفترة من 2015. ومن خلال مقارنة واردات الوكلاء الذين يستحوذون على أكبر حصص من السوق الوطنية، فإنه يلاحظ أن سياراتهم المستوردة تراجعت بنسب تتراوح بين 41٪ و98٪ من حيث القيمة وبين 23٪ و99٪ من حيث الكمية. وتم تسجيل الانخفاضات الأكثر حدة بين وكلاء العلامات الآسيوية والألمانية، بينما سجلت العلامات الفرنسية تراجعا في الواردات بين 40 و57٪ من حيث القيمة والكمية. وقامت الجمارك بتسجيل عمليات استيراد سيارات خلال الشهرين الأولين من 2016، بالرغم من تجميد التوطين البنكي لهذا النوع من الواردات الخاضع لنظام رخص الاستيراد، وهو ما يمكن تفسيره بكون تاريخ فتح الوثائق البنكية الخاصة بالاستيراد يرجع إلى ما قبل صدور مذكرة الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية في 5 يناير 2016. وعليه فإن التوطين البنكي لواردات السيارات المعنية تم قبل 5 يناير الماضي، غير أن وصولها إلى موانئ البلاد جرى خلال الشهرين الأولين من العام. وفي الوقت الذي تم فيه تحديد سقف واردات السيارات ب152 ألف سيارة في 2016، فإن الوكلاء لا يزالون في انتظار تسليم رخص الاستيراد. ويتم تحديد حجم الواردات المخصص لكل وكيل بشكل يتناسب مع حصته في السوق خلال السنوات الأخيرة، على ألا يتجاوز هذا الحجم 30٪ من إجمالي ما سيتم استيراده هذه السنة. يذكر أن الحكومة قررت في سياق تدهور أسعار النفط اللجوء إلى نظام رخص الاستيراد قصد وضع حد لتزايد الواردات، حيث قامت إلى الآن بإخضاع السيارات والإسمنت وحديد البناء وبعض المنتجات الفلاحية إلى هذا النظام. ويخص نظام الرخص السيارات السياحية والسيارات الموجهة لنقل عشرة أشخاص أو أكثر بمن فيهم السائق وكذا أنواع أخرى من السيارات المخصصة لنقل البضائع، بينما لا يشمل هذا النظام المركبات التي يستوردها المهنيون لضمان سير مؤسساتهم مثل الشاحنات والجرارات.