استنكرت نقابات التربية، طريقة معالجة الحكومة قضية المتعاقدين ووصفتها بالجريمة في حق المربين. وحسب المكلف بالاعلام بفدرالية عمال التربية التابعة ل«السناباب" نبيل فرقنيس، فإنهم تفاجأوا ليلة أمس بتدخل مشترك لمصالح الأمن الوطني وكذا مصالح الدرك الوطني لفض اعتصامهم على الثالثة صباحا، مما تسبب في حصول مناوشات كلامية وحتى مشادات بين الطرفين أدت إلى تسجيل العشرات من الجرحى، وهذا قبل أن يتم تحويلهم بالقوة إلى حافلات "ايتوزا" لنقلهم لولاياتهم، حيث تم توقيف البعض منهم. "السناباب": السلطة تُثبت مرة أخرى قمعها لحق الاحتجاج انتقدت نقابة "السناباب" بشدة طريقة تعامل السلطات مع ملف المتعاقدين، خاصة بعد تفريقهم بالقوة كالمجرمين، وأكد المتحدث في هذا الشأن أن السلطة أكدت مرة أخرى أنها تضرب عرض الحائط حرية التعبير والتظاهر، بفض اعتصام الكرامة الذي بدأ مسيرة من بجاية إلى العاصمة. لتنتهي بقمعها وتحويل وجهتها إلى بودواو، لتتحول إلى اعتصام ويحاط بالأمن ويقمع بوضع أدوات التشويش وتعطيل الهواتف، لنتفاجأ بالتدخل ليلة أمس على الساعة الثالثة صباحا وفض الاعتصام بالقوة وذلك بحمل الأساتذة ووضعهم بالقوة في الحافلات التي أحضرها الأمن دون مراعاة وضعيتهم الصحية المتدهورة إثر الإضراب عن الطعام ولا حتى وضعية بعض الاساتذات الحوامل وتم إنزالهم بكل من الياشير وعين الدفلى. كما اكدت الفيدرالية على شرعية مطلب الأساتذة المتعاقدين في الإدماج في مناصهم الشاغرة، لذا تدعو الفيدرالية الوطنية، المجالس الولائية والمجلس الوطني للانعقاد في دورة طارئة لاتخاذ الموقف المناسب للرد على قمع السلطات للأساتذة المتعاقدين. التكتل النقابي: نحمّل بن غبريت التصرف غير الحضاري من جهتها استنكرت نقابات التربية ممثلة في "اسنتيو، الكلا والكنابست" التي تم تفويضها للوساطة مع الحكومة من طرف المتعاقدين، طريقة تعامل السلطات مع ملف المتعاقدين، واستنكرت بشدة تفريقهم بالقوة في ساعة متأخرة من الليل بطريقة غير حضارية وكأنهم مجرمون. وواستنكر في هدا الشأن عبد الكريم بوجناح، رئيس نقابة اسنتيو بشدة، طريقة فض اعتصام المتعاقدين، وقال إن النقابات الثلاثة كانت تنتظر ردا إيجابيا من وزارة التربية، حيث تم توجيه رسالة للوزير الأول لمطالبته بالتفاوض مع التنظيمات الثلاثة باسم المتعاقدين، ليتفاجأوا بقوات الأمن تفرق المتعاقدين بالقوة على الساعة الثالثة صباحا. وحمل بوجناح، الوزيرة بن غبريت ووزير الداخلية نور الدين بدوي، مسؤولية تفريق المحتجين بالقوة وبطريقة غير حضارية، مما قد يؤدي إلى تعفين الوضع وإلى انزلاقات سيصعب التحكم فيها، خاصة وأن الجزائر تمر حاليا بوضع صعب وهي مستهدفة من طرف عدة بلدان. وكشف بوجناح عن اجتماع للنقابات الثلاثة مساء أمس للرد على طريقة تعامل السلطات مع ملف المتعاقدين، متوعدا برد قوي، خاصة في ظل الإصابات التي تم تسجيلها وسط المحتجين الذين لم يتمكنوا حتى من استرجاع وثائقهم ولوازمهم من بودواو. "كنابست": الوزارة ضيعت فرصة إنهاء الموسم الدراسي في هدوء تأسف المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع الثلاثي للتربية "كناباست" للقمع الذي تعرض له المحتجون، وهذا على لسان مكلفه بالإعلام بوديبة مسعود، مؤكدا أنهم كانو ينتظرون استغلال السلطات العليا للوساطة التي اقترحها المحتجون وتقديم طلب رسمي بذلك أول أمس من أجل إيجاد حلول قانونية للإشكالية المطروحة، ليتفاجأوا بقرار فض الاعتصام بطريقة "مهينة" للأستاذ ومساس بكرامته أولا وبالمدرسة الجزائرية واستقرارها ثانيا." وحذر "الكنابست" "من تضييع السلطات فرصة بسط السلم والاستقرار في قطاع التربية وفي المجتمع ككل، مؤكدا أن السلطات بهذا التصرف أعلنت دعمها لسياسة الفشل والرداءة التي كشفها هؤلاء الأساتذة بحركتهم الاحتجاجية السلمية والتي كان سببها سوء التسيير والقرارات غير المدروسة للقائمين على وزارة التربية الوطنية." كما حذر "الكنابست" من التأثير السلبي لقضية المتعاقدين على القطاع، بسبب عدم اتخاذ السلطات العليا ووزارة التربية قرارات من شأنها إنهاء أزمة التعاقد نهائيا". رئيس المجلس الوطني لأساتذة الثانويات الجزائرية، عاشور ايدير، استنكر بدوره، طريقة تعامل السلطة مع الملف، مشيرا إلى إمكانية اللجوء إلى تنظيم مسيرة ثانية من ولاية بجاية نحو العاصمة بعد قمع مسيرة الكرامة والتي دامت أزيد من ثلاثة أسابيع على التوالي، بعد حصرها ببودواو ومنع مواصلة سيرها من طرف مصالح الأمن، مضيفا أنه ستتم مقاطعة مسابقة التوظيف في 30 أفريل، كما سيتم تنظيم وقفات احتجاجية عبر مختلف مديريات التربية وستتواصل الاحتجاجات إلى غاية ردّ الاعتبار للأساتذة المتعاقدين.وفي تعليقه حول تفريق الأساتذة المحتجين ببومرداس، قال وزير الداخلية نور الدين بدوي إنه تم بشكل سلمي، قائلا "رافقنا الأساتذة من أجل عودتهم لولاياتهم".