خرج رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، بتوصية هامة تتمثل في الاعتماد على حركة الإخوان في بعث صرح الاتحاد المغاربي، الذي قال أنه جمد بسبب إخفاق الحكومات الحالية لتلك البلدان في تجسيد المشاريع المغاربية وتحقيق التنمية التي تنتظرها المنطقة. عبد الرزاق مقري، ركز في متلقى ”الفضاء المغاربي.. تكامل وتنمية”، المخصص لمعالجة إشكالية اتحاد المغرب العربي وإعادة بعثه، والمنعقد بالجزائر العاصمة، على دور الحركات الإسلامية السياسية في تحقيق ذلك التكامل، معتمدا في تحليله على عناصر ثقافية وحضارية وبالأخص دينية، في بعث التنمية بالمنطقة. وقال رئيس حمس أن المشروع في حالة ”موت سريري”، وهي النقطة التي أجمعت عليها عدد من قيادات وممثلي الأحزاب الوسطية بدول المغرب العربي، كأحزاب العدالة والتنمية من المغرب، النهضة من تونس، العدالة والبناء من ليبيا، التجمع الوطني للإصلاح والتنمية من موريتانيا، إضافة إلى رؤساء وممثلين عن بعض الأحزاب الوطنية ومنظمات المجتمع المدني، ومنهم حزب جبهة التحرير الوطني، الإصلاح الوطني، وكذا النهضة. وأضاف عبد الرزاق مقري، أن فكرة هذا الملتقى أصيلة تستمد شرعيتها من التاريخ القديم، ومن نضال الحركات الإسلامية، وهي فكرة سبق إليها الزعماء السياسيون ولكنها بقيت حبيسة الأدراج، مؤكدا أن الدور اليوم على الأحزاب، من خلال الالتقاء والتحدث عن المشروع وتذكر التاريخ المشترك وكذلك التطلع نحو مستقبل أفضل للمغرب العربي، داعيا إلى تجربة أخرى في بناء هذا الصرح، على مستوى الأحزاب والمجتمع المدني، من أجل صناعة قصة تنمية ناجحة ومجتمعات متطورة بنظرات موضوعية ومنطقية. وقد أجمعت حمس أحزاب ”وسطية” من دول المغرب العربي، على ضرورة تضافر الجهود لإعطاء نفس جديد للاتحاد المغاربي العربي، بعدما أقروا ب”موته السريري” ومواجهته لما وصفوه بالحملة التغريبية العلمانية المعادية للإسلام الوسطي. وبحكم انتمائه للتيار الإسلامي، دافع مقري، عن الأحزاب الإسلامية، واعتبرها القاطرة التي يمكن أن تحرك اتحاد المغرب العربي وتبعث فيه الروح من جديد، بالتركز بالدرجة الأولى على تشجيع المبادرات الفعلية خارج الأطر الرسمية التي وصفها ب”التكتلات المجمدة”. ومن بين أهم الأسباب التي اعتبرها رئيس حركة مجتمع السلم تحول دون نجاح اتحاد المغرب العربي، هي قضية الصحراء الغربية والخلافات الحدودية التي رافقتها بين الجزائر والمغرب، بالإضافة إلى الخلافات التي ظهرت داخل مكتب الاتحاد نفسه، وأخيرا اختلاف أنماط وإيديولوجيات أنظمة الحكم وسياساتها الخارجية. وفي ذات السياق، أشار ممثل حزب العدالة والتنمية الحاكم في المغرب، محمد زويتن، إلى الآثار التي تركتها ثروات الربيع العربي على المنطقة، باعتبار أن الحركات الإسلامية هي التي سيطرت على زمام الأمور والحكم في تونس والمغرب وليبيا، محذرا من تكرار ما وصفه بسلبيات الثورة المضادة للربيع العربي. بالمقابل، حذّر ممثل حزب ”تواصل” المعارض في موريتانيا، سالك سيدي محمود، من الخطر الذي يمثله العلمانيون على تكامل المغرب العربي والإسلام الوسطي، بينما قدم ممثل الحزب التونسي مقاربة ترتكز على أحقية الأحزاب في البحث عن البدائل لإقامة تكامل مغاربي، وهي نفس الفكرة التي رافع لصالحها ممثل حزب العدالة والبناء الليبي، الذي استنكر التهديدات التي تواجه بلاده، وحذر من آثار أي تدخل عسكري على بلاده، ودول الجوار برمتها، مثمنا المساندة التي تلقاها ليبيا من الجزائر في هذه الفترة.