* محاولة أزيد من 544 شاب الالتحاق بالتنظيم الإرهابي ”داعش” عبر تركيا كشفت مصادر أمنية متطابقة ل”الفجر” أن المصالح الأمنية تلقت أوامر بإخضاع كافة المسافرين الجزائريين القادمين من تركيا أو الراغبين في زيارتها، أو الذين سبق لهم زيارة هذا البلد، إلى تحقيقات مكثفة عبر المطارات والموانئ والمعابر الحدودية البرية وخاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و45 سنة، مضيفة أن وزارة الداخلية أمرت بإجراء مراقبة دقيقة تشمل فحص الوثائق وجوازات السفر، وفتح تحقيقات مع المشتبه بهم إن اقتضى الأمر. بحسب ذات المصادر، فإن المصالح الأمنية تتخذ مع هؤلاء الجزائريين إجراءات وتدابير خاصة واستثنائية، حيث يخضع المسافرين من طرف شرطة الحدود إلى تحقيق معمق من أجل معرفة أسباب ودوافع سفرهم إلى تركيا، مع التدقيق في هوياتهم وإن كانت لهم سوابق قضائية، وأفادت مصادرنا أن إقدام السلطات على وضع الجزائريين القادمين من تركيا أو الراغبين في زيارتها تحت الرقابة الأمنية المشددة وإخضاعهم إلى تحقيقات أمنية مكثفة جاء كخطوة احترازية لمنع التحاق بعض الجزائريين بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية ”داعش” الارهابي عبر تركيا، مبرزا أن هناك إجراءات أمنية صارمة تخص على وجه التحديد الجزائريين غير المتزوجين والذين تتراوح أعمارهم بين 20 و45 سنة. محاولة أزيد من 544 شاب الالتحاق بالتنظيم الإرهابي ”داعش” عبر تركيا وأوضح المصدر أن هذه الإجراءات تم التشدد في تنفيذها بعد اكتشاف محاولة أزيد من 544 شاب جزائري تتراوح أعمارهم ما بين 20 و45 سنة، الالتحاق بالتنظيم الإرهابي ”داعش” عبر تركيا، عبر خلايا مختصة في تسفير الشباب الجزائري إلى تركيا، ومن هناك إلى سوريا وليبيا وحتى اليمن، وأشار إلى أن المصالح الأمنية اعترضت مؤخرًا تحركات مهمة ومثيرة للشكوك والشبهات في عدة ولايات جزائرية، قامت بها عناصر مشبوهة قادمة من تركيا، حيث تم منع في ظرف شهر واحد، حوالي ألف جزائري من السفر نحو تركيا للاشتباه في التحاقهم بتنظيم ”داعش”. بنك معلومات خاص بالمشتبه في التحاقهم بالجماعات الإرهابية خارج الوطن وبحسب مصادرنا فإنه تم إنشاء بنك معلومات خاص بالأشخاص المشتبه في التحاقهم بالجماعات الإرهابية خارج حدود الوطن، وأكدت المصادر ذاتها أن السلطات الأمنية شرعت في مراقبة المسافرين الجزائريين المتوجهين إلى تركيا، وأنه تمت إعادة بعض أولئك المسافرين وتوقيفهم في المراكز الحدودية، بعد أن راجت حولهم شكوك بأنهم في طريقهم للالتحاق بالجماعات الإرهابية، بفضل التحريات الأمنية والاستجوابات. 150 ألف جزائري يزورون تركيا سنويًا من جهة أخرى، أفادت بعض التقارير الإعلامية أن عدد الجزائريين المسافرين إلى تركيا يفوق ال150 ألف جزائري سنويًا، بين السياحة والعمل والعلاج، وأن تركيا أصبحت خلال السنتين الأخيرتين، وخاصة بعد تدهور الوضع الأمني في تونس، الوجهة السياحية الأولى والمفضلة لدى الجزائريين. وعلى إثر الإجراءات الأمنية والرقابية المشددة التي فرضتها المصالح الأمنية على الجزائريين الراغبين في السفر نحو تركيا، اتجه بعض من هؤلاء الشباب الجزائري إلى حيلة السفر إلى تونس، ومن هناك نحو تركيا، خاصة وأنه لا يوجد هناك فارق كبير في ثمن التذكرة من مطار قرطاجبتونس نحو إسطنبول، مقارنة بالرحلات من الجزائر العاصمة أو عنابة، وهو الأمر الذي انتبهت له المصالح الأمنية وسارعت إلى فرض إجراءات وقائية عبر المعابر الحدودية الجزائرية البرية مع تونس لمنع كل الشباب المشتبه به من السفر إلى تركيا. ... منع 250 جزائري من السفر إلى تونس عبر معبر بوشبكة الحدودي في ظرف أسبوع و عند المعبر الحدودي ”بوشبكة” الرابط بين الجزائروتونس، بولاية تبسة، تشدد المصالح الأمنية والجمركية إجراءات التفتيش والتدقيق في وثائق المسافرين الجزائريين، خاصة الذين سبق لهم السفر إلى تركيا التي باتت نقطة عبور للجزائريين للالتحاق بتنظيم ”داعش” الإرهابي. وقد تم منع 250 جزائري تتراوح أعمارهم بين 25 سنة و35 سنة من السفر نحو تونس، عبر المعبر الحدودي بوشبكة، في ظرف أسبوع واحد، بسبب امتلاكهم لتأشيرة تركية في جوزات سفرهم ،وعدم تعاونهم مع مصالح الأمن أثناء عملية استنطاقهم لأخذ بعض المعلومات، وقد تم التحفظ عليهم لمدة 24 ساعة، قبل إخلاء سبيلهم، لكن دون السماح لهم بالسفر باتجاه تونس وإرغاهم على العودة من حيث أتوا. الشاب ”حسام بوليلي” المنحدر من عين مليلة بولاية أم البواقي، والبالغ من العمر 26 سنة، كان يرغب في السفر إلى تونس لزيارة وعيادة والدته المريضة بإحدى المستشفيات التونسية بمدينة سوسة، لكن شرطة الحدود رفضت السماح له بالسفر لأنه سبق له التنقل إلى تركيا عدة مرات، رغم أنه تاجر ومهنته تفرض عليه السفر إلى عدة دول في العالم، حيث عبّر ل”الفجر” عن اندهاشه الكبير الممزوج بالغضب الشديد من منعه من السفر إلى تونس، لأنه سافر إلى تركيا، وأوضح أنه حاول بكل ما بوسعه إقناع المصالح الأمنية بأسباب سفره إلى تركيا لكنهم رفضوا جميع مبرراته وطلبوا منه العودة من حيث أتى. أما الشاب ”وسيم علالي” المنحدر من حامة بوزيان، بولاية قسنطينة، والبالغ من العمر 35 سنة، والذي تم منعه من العبور نحو تونس لقضاء بعض المصالح هناك، أشار ل”الفجر”، أنه لم يُسمح له بالسفر إلى تونس بسبب إبلاغه لشرطة الحدود بأنه سافر إلى تركيا مرتين في ظرف أسبوع واحد، وأنه أعلمهم بأنه تاجر وسافر إلى إسطنبول بالتحديد للقيام ببعض الأعمال هناك لا غير، لكن دون جدوى، واعتبروا سفره في أقل من ستة أيام إلى تركيا مثير للشكوك والشبهات. وكان سفير تركيابالجزائر، محمت بوروي، قد صرح أن هناك تنسيقًا بين المصالح الأمنية التركية ونظيرتها الجزائرية لمنع تدفق الإرهابيين عبر الحدود التركية.