تمكن الجيش العراقي اليوم الإثنين من تحقيق المزيدمن التقدم وتدمير أوكار المسلحين، بعد إسترجاع بالكامل مدينة الرمادي عاصمة الأنبارغرب البلاد في أهم مكسب ميداني للقوات العراقية منذ سيطرة داعش على مناطق واسعةفي البلاد في يونيو 2014. ويؤدي الانتصار في الرمادي عاصمة الأنبار الواقعة بوادي نهر الفرات غرببغداد إلى حرمان مسلحي داعش من أكبر تقدم حققوه سنة 2015. - الجيش العراقي يبسط سيطرته على كامل مدينة الرمادي- وكان مسلحو تنظيم داعش الإرهابي قد إستولوا على الرمادي في مايو الماضيبعد فرار القوات الحكومية، في هزيمة دفعت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدةمن إعادة النظر في إستراتيجيتها تجاه المتشددين. ومن جهتها، راهنت القوات العراقية مدعومة جويا من الجيش الأمريكي علىإستعادة مدينة الرمادي من التنظيم في مسعى له أهداف "رمزية وإستراتيجية". ودفعت الحكومة العراقية في سبيل ذلك بقوات وآليات عسكرية ضخمة لقتال عناصرالتنظيم المتحصنين بالمدينة ، حيث حاصرت القوات رمادي، من جميع الجهات منذعدة أسابيع مما سمح لها بقطع الإمدادات لعناصر التنظيم وإستعادة السيطرة على حيالتاميم غرب المدينة وقيادة عمليات الأنبار السابقة شمال المدينة. كما تمكنت القوات اليوم من بسط سيطرتها على المبنى الحكومي بالمدينة الذيكانت تستخدمه قوات داعش للتحصن داخله وتقود عملياتها العسكرية منه، وقامت القواتعلى إثرها بإزالة العبوات الناسفة والمتفجرات من شوارع وأبنية المدينة. وبعد إسترجاع 80 بالمائة من الأراضي ، أعلنت قيادة الجيش، اليوم عن تحريرمدينة الرمادي بالكامل من المسلحين ورفعت قوات مكافحة الإرهاب العلم العراقيوسطالمدينة. وأكد في هذا الشأن المتحدث بإسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحي رسول،" نعم لقد تحررت مدينة الرمادي ورفعت القوات المسلحة من رجال جهاز مكافحة الإرهاب،العلم العراقي فوق المجمع الحكومي بالأنبار". - الرمادي تكتسي أهمية إستراتيجية واسعة لداعش والقوات الحكومة- تكتسي مدينة الرمادي "أهمية بالغة" للتنظيم الإرهابي والتحالف الذي يقاتله،على حد سواء، فهي بالنسبة للتنظيم تعتبر ذات "أهمية مضاعفة" لقربها مع جارتيهابغداد وكربلاء وحدودها الممتدة مع سوريا الأمر الذي جعل منها ضمن أهداف داعش لضمهاإلى ما يسميه دولة "الخلافة". كما يعتمد التنظيم على المدينة كخط ربط بمعاقله في الموصل والرقة، فهيبذلك تشكل "ممرا أساسيا" بين العاصمة بغداد وحدود العراق مع الأردنوسوريا. كما تراهن الحكومة العراقية على أن يعجل سقوط الرمادي، إستعادة الفلوجة،المدينة الأخرى الكبيرة في محافظة الأنبار التي لاتزال بحوزة داعش منذ نحو عامين وتخضع بدورها لحصار كبير من القوات العراقية. في خضم ذلك يعيش المدنيون من أهالي الرمادي والفلوجة "ظروفا مأسوية" تزدادتعقيدا مع الوقت وألقت القوات العراقية عدة مرات خلال الشهر الجاري منشورات تحضالسكان على مغادرة المدينة ورد تنظيم داعش بمنعهم من الرحيل والتهديد بتصفية منيفعل، ويصعب تفادي سقوط كثير من المدنيين لو اعتمدت القوات الأمريكية نفس الطريقةفي استعادت بها مدينة سنجار مؤخرا. حيث مهدت للهجوم البري بعملية قصف مركز دمر أغلب البنية التحتية للمدينةقبل دخول قوات البيشمركة إليها، وعكس سنجار لا زالت الرمادي آهلة بالسكان وضغطالأمريكيون لمنع "الحشد الشعبي" في الهجوم الجديد لاستعادة الأنبار متأثرين علىما يبدو بالصور التي نقلت عن تجاوزات كبيرة ارتكبها هؤلاء في حق أهالي مدينة تكريت خلال طرد مسلحي داعش منها. -الجيش العراقي يعزز مواقعه في 2015 ويقلص من توسع المسلحين- يرى محللون سياسيون، أن عام 2015 شكل "بداية جيدة" للقوات العراقيةفي إستعادة المدن والبلدات من سيطرة تنظيم "داعش" الارهابي بالرغم من الأزمات السياسيةوالاقتصادية التي تمر بها البلاد. ففي الشهر الأول من السنة الجارية تمكنت تلك القوات مع الحشد الشعبي منتحرير الأجزاء الجنوبية من محافظة صلاح الدين، كما تمكنت في الشهر الذي يليه مناستعادة البلدات والقرى الواقعة شمال وشمال شرق محافظة ديالي،لتتمكن في نهايةالشهر الثالث من إستعادة مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين والبلدات المحيطةبها. وسجلت القوات بذلك "انتصارا كبيرا وخطوة مهمة" في محاربة الإرهاب وبدايةانهيار التنظيم المتطرف. وواصلت القوات العراقية إنتصاراتها وتمكنت من إستعادة مدينة بيجي شمالمحافظة صلاح الدين، ومصفاتها التي تعد أكبر مصفاة في الشرق الأوسط، فضلا عن البلداتوالقرى التابعة لها، وبذلك وجهت القوات العراقية ضربة قاصمة أخرى للتنظيم الإرهابيكونها أوقفت سرقاته من نفط مصفاة بيجي. كما سيطرت على نقطة العبور الاستراتيجية الواقعة في منطقة الفتحة شمالبيجي والتي تعد نقطة اتصال بين محافظاتكركوك ونينوى وصلاح الدين والأنبار وبذلكحرمت التنظيم المتطرف من استخدامها في تنقلاته وإيصال الإمدادات لمقاتليه. وفي هذا الصدد قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي "إن قواتنا الأمنيةوالعسكرية تحارب تنظيم داعش على عدة جبهات، وقد حررنا ثلث الأراضي التي إستولىعليها تنظيم داعش في السابق" مؤكدا ان الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابيفي تناقص كل يوم. وأضاف "ندفع داعش إلى الوراء والان حررنا الرمادي وبدأنا بتطهيرها وحررنامحافظات ديالى وصلاح الدين بالكامل وحررنا المناطق في حزام بغداد وحولها وبغدادأصبحت آمنة ولا يوجد أي تهديد عسكري عليها وبعد تحرير الرمادي بقي لدينا تحريرالموصل وهي آخر محطة لدفع تنظيم داعش عن العراق".