هكذا أقضي شهر رمضان ولم أفطر يوما كلاعب رغم إلحاح البعض * للموسم الثاني... أفتقد أخي أحمد رحمه الله فتح المدافع الدولي السابق ونجم مولودية العاصمة طارق لعزيزي قلبه ل”الفجر”، متحدثا عن العديد من الأمور، سواء العميد أو كيفية قضاء شهر رمضان. وفي البداية طالب لعزيزي بتبرئة الحارس فوزي شاوشي من أي تهمة موجهة إليه عقب الأحداث التي وقعت في مباراة المولودية بالوفاق ببولوغين، مطالبا الرابطة بمشاهدة الفيديو الذي يظهر الفوضىالتي تسبب فيها حارس الوفاق بلهاني. محدثنا تطرق لموسم العميد ككل، معتبرا إياه إيجابيا في ظل تحقيق كأس الجمهورية رغم الصراع على البقاء وتغيير العديد من المدربين في موسم واحد فقط، مقرا برحيله عن النادي العاصمي منذ قدوم المدرب جمال مناد. اللاعب السابق للملعب التونسي سرد ل”الفجر” كيفية قضاء يومه خلال شهر رمضان، مقرا بحبه للنوم الكثير ورغبته في انقضاء اليوم بسرعة، نظرا لعدم صبره على المأكولات. كما عبر لعزيزي عن حزنه الكبير لفقدانه أخاه الأكبر أحمد منذ موسمين، مبينا مراراة غيابه عن أجواء العائلة. صخرة دفاع المولودية سابقا أكد أنه لم يفطر في أي مواجهة خاضها كلاعب في شهر رمضان الفضيل، خاصة خلال تجربته التونسية مع الملعب التونسي الذي طالبه مسؤولو النادي بالإفطار، إلا أنه كان الوحيد الذي رفض ذلك، عكس بقية الأسماء، في الوقت الذي تفهمه مسؤولو الكرة الجزائرية رفقة لاعبي الخضر، حينا لعب كأس إفريقيا سنة 1995. وفي الأخير، كشف الدولي السابق عن أكلته المفضلة وناديه العالمي المحبوب، بالإضافة للممثل الذي يستهويه واللاعب الذي يعتبر قدوة له في الحوار التالي. بداية هل يمكنك سرد ما حدث في لقاء المولودية بالوفاق السطايفي ؟ في البداية كل الأمور كانت تسير بشكل عادي وبروح رياضية عالية بين اللاعبين وحتى في المدرجات، إلا أن حارس الوفاق بلهاني وبعد احراز فريقه هدف التعادل في الرمق الأخير من المواجهة، قام بلقطة غير محترمة تجاه أنصار المولودية، الأمر الذي أشعل فتيل غليان الشناوة الذين لم يتحملوا ما قام به حارس الوفاق واقتحموا أرضية الميدان من أجل التهجم عليه، وهو الأمر الذي جعل فوزي شاوشي يسرع لحماية حارس الوفاق، إلا أن سقوطه في نفس لقطة اعتداء مناصر المولودية على بلهاني أثار التأويلات بكون شاوشي هو الذي اعتدى على حامي عرين الوفاق وتسبب له في عجز طبي، وهو أمر لا أساس له من الصحة. نفهم من قولك أن شاوشي بريء من كل الاتهامات؟ أكيد، شاوشي بريء من كل الاتهامات وعلى الرابطة أن تعاقب بلهاني لرميه الحجارة على أنصار المولودية، وهناك فيديو يثبت تهجم حارس الوفاق على عشاق العميد وتصويبه الحجارة، وأريد إضافة شيء آخر. تفضل.. حتى وإن تهجم شاوشي على بلهاني فهذا ليس سلوكا غريبا مادام شاوشي يحب المولودية ويرفض المساس بسمعة النادي، وحتى إن كنت أنا شخصيا مكان شاوشي لتهجمت على بلهاني لأنني ابن المولودية وأرفض أن يقوم أي شخص بشتم الأنصار، وما بالك برميهم بالحجارة. وأتمنى أن تعيد الرابطة نظرها بعد معاقبتها الفريق بحرمانه من الأنصار خلال مباراتين بداية من الموسم القادم، بالإضافة إلى تبرئة شاوشي من أي تهمة ووضع الفيديو الذي يلوم بلهاني كدليل. كيف تقيم موسم المولودية بعد نهاية البطولة ؟ لا يوجد فريق قدم مستوى كبيرا في البطولة إلا اتحاد العاصمة الذي استحق التتويج باللقب، فمستوى الموسم المنقضي لم نشهد فيه حالة سوسبانس في صراع اللقب مثل المواسم الماضية، والمولودية كانت تمر بأزمة نتائج، الأمر الذي جعلها تهدف فقط لتحقيق البقاء في ظل تواجد ثلاثة مدربين مروا على النادي: أرتور جورج ومزيان إيغيل وأخيرا لطفي عمروش، بالإضافة لتغيير رئيس العميد، إلا أن إحراز كأس الجمهورية غطى كل عيوب الموسم وكأن المولودية لم تعش موسما أسود. هل أنت الآن باق مع العميد ؟ لا، أنا بعيد عن المولودية حاليا ومباراة سطيف كانت الأخيرة لي، بما أن مجلس الإدارة استقدم المدرب جمال مناد الذي اختار مساعديه في الفريق، وأتمنى لهم النجاح في المولودية على أن يحققوا مزيدا من الألقاب والتتويجات، وهو أمر أتوقع حدوثه، لأن الفريق يجد معالمه خاصة بقدوم عمر غريب الذي لطالما أحدث تغييرات كان لها أثر إيجابي على العميد. حدثنا عن يوميات طارق لعزيزي الرمضانية؟ أتميز بكثرة النوم، حيث أقضي نصف يومي في النوم ولا أستيقظ باكرا، بل حوال منتصف النهار، وبعدها أصلي الظهر وأتفرغ لشراء حاجيات اليوم بالذهاب إلى السوق المحاذي للحي الذي أقيم فيه، وأقضي بقية اليوم في المطبخ لأنني أعشق المأكولات. وصراحة لست صبورا في رمضان وأنتظر بشغف وقت أذان المغرب. عادة أذهب لزيارة والدتي التي تقيم في الأبيار، كما أذهب رفقة الأصدقاء لقضاء اليوم وتقليص الوقت قبيل الإفطار. هل يتذكر طارق أول يوم يصوم فيه ؟ بالطبع هو يوم من الصعب نسيانه وأتذكره جيدا، كان عمري 12 سنة عندما صمت أول يوم في حياتي. صحيح قبلها كنت أصوم لكنني أعجز عن مواصلة اليوم وأفطر في منتصف النهار، إلى أن أتى اليوم الذي صبرت فيه وأكملت يومي دون صعوبات كبيرة، بدليل أنني في ذلك الموسم صمت 16 يوما بالتحديد. كيف كانت الأجواء داخل العائلة في ذلك اليوم ؟ صراحة وكأنني عشت أول يوم على الأرض، إذ حظيت بأجواء خيالية كبيرة واصطحبت إلى مدينة أجدادي لقضاء ذلك اليوم، وكل من كان حاضرا في المنزل كانوا سعداء وقاموا بتحضير الأكلات التي طلبتها. معروف أن معظم اللاعبين يجدون صعوبات بين الصيام واللعب، كيف كان الأمر معك ؟ لقد مرت علي كلاعب ظروف صعبة في شهر رمضان، كوني شاركت في لقاءات لعبت على الساعة الواحدة ظهرا في سنوات التسعينات، سواء مع المنتخب الوطني أو مع المولودية، وكنت أنتظر سواء أنا أو زملائي موعد الإفطار لأنه يصعب على أي لاعب إتمام يومه، ومابالك بعد مباراة وتحت درجة حرارة عالية. لعبت في البطولة الوطنية والتونسية والتركية وأنت صائم. هل أفطرت وهل كان القرار بيدك؟ نعم، عندما كنت لاعبا في المنتخب الوطني سنة 1996 وشاركت في كأس أمم إفريقيا بجنوب إفريقيا، والتي تزامنت مع شهر رمضان الكريم، عقد اجتماع بين مسؤولي الكرة حول مدى قدرتنا على الصيام أو الإفطار، فأصر كل اللاعبين على تأدية واجبهم الديني، وواجهنا آنذاك منتخب جنوب إفريقيا وسجلت هدفا وقدمت مباراة كبيرة، رغم صعوبة الظرروف المناخية التي واجهناها آنذاك في أدغال إفريقيا. وفي 1996 عندما كنت لاعبا في صفوف الملعب التونسي، كانت هناك مباريات مصيرية لفريقي، وفي اجتماع مسؤولي النادي، اتفق الجميع على الإفطار إلا أنا الذي رفضت ذلك، بدليل أنه في وقت الإفطار صباحا ينزل جل اللاعبين للغداء إلا أنا، وقد تفهمني رئيس ومدرب الفريق آنذاك. هل يتذكر طارق حادثة ما ولم ينسها في شهر رمضان ؟ نعم، في أحد الأيام وخلال شهر رمضان استيقظت للتسحر تمهيدا ليوم الغد، وظننت أنه منتصف الليل، إلا أنني وبعد إتمامي للأكل والشرب تفاجأت بصراخ في المنزل ويقولون ”ماذا تفل هل تعلم أن وقت الفجر قد انتهى”. وأدركت بعدها أن الساعة لم تكن منتصف الليل. ما الذي يفتقده طارق لعزيزي في رمضان ؟ للأسف هذا هو موسمي الثاني الذي أفتقد فيه أخي أحمد الذي توفي وترك فراغا رهيبا في العائلة، إذ في كل موسم من الشهر الكريم أتوجه رفقة عائلتي إلى منزل أمي للإفطار رفقة أخي المرحوم، الذي هو من يحضر المائدة ويبعث روح المتعة والبهجة، إلا أن ذلك لن يتكرر مرة أخرى لفقدانه، وأتمنى أن يكون من أهل الجنة. ما هي البرامج التلفزيونية المفضلة لديك في رمضان ؟ أنا كما قلت سابقا أقضي يومي في النوم، وبعدها في السوق، وعند دخولي المنزل أقوم بالتحضير رفقة عائلتي للمائدة وللمأكولات، ولا توجد برامج معينة، إلا أن هذا الموسم سيختلف عن سابقيه، لأنه سيتزامن مع كأس أمم أوروبا بفرنسا، وهي فرصة سأستغلها لقضاء يومي ومشاهدة متعة المباريات بين أقوى المنتبخات الأوروبية. هل أنت من الأشخاص العصبيين ؟ للأسف نعم، أنا شخص متنرفز كثيرا ولا أتحكم في أعصابي، خاصة عندما أرى الظلم أمام أعيني، وهو الأمر الذي يجعلني إنسانا آخر. ما هي أكلتك المفضلة ؟ الشربة والمثوم وخاصة البوراك الذي يصعب علي الإفطار بدونه. من هو لاعبك المفضل عالميا وعربيا ؟ منذ صغري وأنا أعشق لاعب ميلان الإيطالي سابقا باريزي، والذي كنت مهووسا به، أما عربيا فكنت من عشاق المدافع الدولي السابق مغارية فضيل. ما هو الفريق المفضل لديك عالميا ؟ ريال مدريد هو النادي الذي أعشقه وأناصره، بدليل أنني كنت أسعد شخص لما أحرز لقب رابطة أبطال أوروبا منذ أيام. ممثلك المفضل ؟ المفتش الطاهر رحمه الله. كلمة أخيرة ؟ أتمنى رمضانا مباركا لكافة الشعب الجزائري ولأنصار فريق المولودية وأن يتقبل الله صيامنا.