يصنع برنامج "ناس السطح" الذي غير التسمية هذه السنة من "جورنال ال?وسطو" إلى "ناس السطح"، التميز خلال شهر رمضان نظرا لما يقدمه من فن جميل، استطاع به أن يحقق الإجماع عند عامة المشاهدين الجزائريين، خصوصا مع الحرية في النقد الساخر للواقع الجزائري وأعلى المسؤولين في البلاد. فيصل شيباني ذكاء المخرج وكاتب السيناريو عبد القادر جريو، بالإضافة إلى السينوغرافيا المدروسة بعمق، حيث قام المخرج بتغيير "البرميل" الكبير ب"دربوكة" أحضرها الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعيداني الذي قلده نسيم حدوش بطريقة فنية رائعة، بهذا كان مدخل البرنامج في عدده الأول كما تطرق لما يجري من أحداث والتغييرات التي حدثت على مستوى السلطة. البرنامج لم يترك أحدا، وارتأى في العدد الثاني العودة إلى الغش في امتحانات شهادة البكالوريا حيث قلدت أمينة بلعابد أو "فيمينا" مثلما يطلق عليها في البرنامج، وزيرة التربية بن غبريط مع إظهار نقطة ضعفها في نطق العربية الفصحى وطريقة تعاملها مع البكالوريا التي ستعاد لاحقا ومعالجة الإجراءات التي اعتمدتها الوزارة بأسلوب ساخر، مع التركيز على تسريب الأسئلة عبر الفايسبوك والتلميذين نسيم حدوش ووسيلة يرددون أغنية شكرا وألف شكرا يا أستاذي، التي استبدلوها ب شكرا يا الفايسبوك، وسط حوار ساخر من "بحليطو" الممثل نبيل عسلي الذي يبدع في كل حلقة، وحتى محمد عجايمي لم يسلم من النقد، حيث قلده نبيل عسلي بطريقة فنية جميلة، ومشهد آخر من تيتانيك كله إبداع بين محمد خساني وأمينة بلعابد التي تغرق، ونبيل عسلي في دور عجايمي يبحث عن الحقيبة التي ضاعت منه. شكيب خليل وعودته لم تمر عادية على برنامج "ناس السطح"، كما أن تعدد زياراته للزوايا، كانت محور احدى حلقات البرنامج، وفي نفس العدد عالج البرنامج بسخرية الصراع بين سلال وأويحيى ومسابقة القفز بينهما على دربوكة سعيداني. جديد "ناس السطح" في الخامس هي بناء زاوية في "السطاح" وكتابة حرف "الشين" فوق الهلال الموجود على صومعة الزاوية، وكيف يقف "مادلي" مراد صاولي مع شكيب خليل ويؤيد عودته ويغير مواقفه تجاه السلطة، ويسعى لإقناع ناس السطح في السير معه عن طريق إغوائهم بالمال. وكالعادة عاد برنامج "ناس السطح" إلى ما يجري على الساحة السياسية الجزائرية والفساد المستشري في المؤسسات الجزائرية بمختلف أنواعها، كما يعالج الكثير من المواضيع الاجتماعية كالسكن، غلاء المعيشة وغيرها من الأمور الأخرى. توليفة فنية جمالية يقدمها عبد القادر جريو والفريق الذي يشتغل معه، خصوصا الذكاء في طريقة المونتاج وحفاظه على وهج البرنامج، ولم يسقط في فخ الروتين والسطحية التي تسير عليها أغلب الأعمال الرمضانية في الجزائر، ناهيك عن بقاء كل الممثلين الذين يقنعون تقريبا في كل الأعداد التي عرضت لحد الآن، فكل أحد فيهم بقي محافظا على أدائه المقنع الذي استطاعوا به جذب الجمهور ويحققون الإجماع حول ما يقدموه. الجمهور اعتاد على شخصيات العمل، وهو ما حافظ عليه المخرج، حيث استطاع من نسج سيناريو يتلاءم مع كل شخصية في البرنامج، مع العلم أن الممثلين يشاركون بآرائهم في كتابة السيناريو الذي يعتبر صعبا لكون العمل يواكب التطورات الحاصلة في الجزائر على جميع الأصعدة، ويصور يوميا، وهذا يدل على العمل الكبير الذي يقوم به فريق "ناس السطح". عبد القادر جريو، نبيل عسلي، نسيم حدوش، محمد خساني، أمينة بلعابد، مفيدة عداس، كمال عبدات، وسيلة، مراد صاولي، تمكنوا بفضل ما يتمتعون به من طاقات فنية كبيرة من اقناع الجمهور الجزائري ويقدمون شيئا مختلفا على الساحة التلفزيونية الجزائرية.