عادت 500 نقطة فوضوية بالعاصمة خلال شهر رمضان بكافة النّقاط المعروفة والأحياء السكنية الجديدة ببئرتوتة وبئرخادم وبومعطي والأبيار، وهذا رغم المخططات التطبيقية الواسعة والحملات المكثفة الشرسة بمعية المصالح الامنية، إلا أن غياب البديل دفع بالتجار لتطبيق أسلوب الكر والفر تحت شعار "ناكلو الخبز وبعد رمضان يرحمها ربي!". كشفت الاحصائيات الأخيرة عن عودة ما يزيد عن 500 نقطة فوضوية بالعاصمة بالرغم من الإجراءات الردعية والمراقبة المستمرة لقمع التجار، تطبيقا لتعليمة الوزارية الرامية للقضاء عليها مقابل تعويضها بأخرى، إلا أن الشهر الفضيل أفشل مخطط زوخ في ظل عدم منح البديل، حيث عادت أغلب الطاولات الفوضوية بمحاذاة المساجد والشوارع المعروفة، خاصة أن المحلات النظامية لم تغط حاجتهم فيها كبيع الخضر والفواكه والحليب ومشتقاته وغيرها، الأمر الذي دفع نصب خيم طيلة الشهر الفضيل إلى جانب المركبات المتنقلة، بالرغم من تحذيرات مصالح زوخ التي تمنع عودتها في ظل الحملة التي انطلقت منذ شهور الرامية لإزاحتها بصفة كلية، ناهيك عن الإمكانيات المادية الكبيرة، إلا أن التدفق الكبير للباعة الفوضويين محا آثار المجهودات التي دامت 05 سنوات كاملة في ظل فوضوية التطبيق التي ساهم فيها "الأميار" بنسبة 70 بالمائة ومنحهم محلات مشروع الرئيس، وكذا الأسواق التي صرفت ملايير الدينارات التي لم تحقق المطلوب وبقيت مجرد هياكل مهجورة.
انتعاش الباعة الفوضويين بسوقي بئرخادم وبومعطي يعرف سوق بئرخادم عودة الباعة الفوضويين على طول محيط هذا السوق، حيث أصبح الباعة ينتشرون فيه كالفطريات مع بداية شهر رمضان الكريم، مسجلين عودة قوية بعد قرارات الطرد الذي مسهم مؤخرا، والذي لم يستسغه الباعة ولم يدم طويلا حتى عاد إلى ماكان عليه بدخول الشهر الفضيل، ضاربين عرض الحائط التعليمة القاضية بتنظيم الأسواق.. فالمتجول بالسوق يري كأن قرار الطرد لم يمس الباعة، فالأعداد الهائلة من الطاولات المتواجدة به تجعل من الوافدين إليه لا يكلفون أنفسهم عناء الدخول الى السوق نظرا لتواجد الباعة بطاولاتهم يعرضون مختلف الاحتياجات العامة. وإذا عدنا الى سوق بومعطي الذي يبدو أن الجهات المعنية تقصد تناسيه مقابل الأسواق التي باشرت فيها عملية حجز الطاولات وتوقيف أصحابها من النشاط بالتعاون مع المصالح الأمنية، خاصة للتجار الذين لم يجدوا البديل لتحمل أعباء مصاريف عائلاتهم، مادام القرار نفسه سيوجههم إلى البطالة الحتمية..
الأحياء السكنية الجديدة.. حدث ولا حرج لم تسلم الأحياء السكنية الجديدة التي قام بتدشينها المسؤول الاول عن عاصمة البلاد، من طاولات الباعة الفوضويين في ظل عدم افتتاح محلات بها وتوجدها معزولة تماما، ما يجبر المرحلين الجدد على العودة لمناطقهم المعهودة من أجل قضاء حاجياتهم اليومية، مثل حي اولاد الشبل والشبلي ببئر توتة وبابا على وحي رشيد كوريفة بالحراش واود منديل وغيرها..
مواطنون بين الترحيب بعودة الأسواق من عدمها عبر بعض المواطنين الذين التقت بهم "الفجر" عن رفضهم لعودة مثل هذه الأسواق بالأماكن التي كانوا يشغلونها، خاصة لما يسببه هذا النوع من النشاط التجاري العشوائي من مظاهر سلبية كتفشي الاعتداءات والسرقات بالأسواق الموازية في وضح النهار، ناهيك عن الفوضى والازدحام المروري. في السياق ذاته، قال المتحدثون إن المنتوجات المعروضة بهذه الأسواق مقلدة ومغشوشة وليست مطابقة لأدنى شروط الصحة والنظافة، إذ تعرض على الأرصفة وتحت أشعة الشمس مواد غذائية سريعة التلف تحتاج للحفظ في درجات حرارة منخفضة كالجبن والياغورت، ما يسبب تسممات غذائية. كما يرى المواطنون احتلال الباعة الفوضويين للأرصفة تعد على الطريق العام المخصص للمارة ويعتبرونهم مصدر إزعاج لهم، خاصة بسبب صيحاتهم اليومية لجلب الزبائن. بالمقابل رحب البعض الآخر بعودة الأسواق الموازية التي تعتبر مكانهم المفضل للتسوق واقتناء الحاجيات، نظرا لأسعارها المنخفضة مقابل دخلهم المحدود، حيث أجمع اغلبهم على أن الأسعار بالأسواق الموازية في متناول الجميع وهذه الأسواق تعرف اكتظاظا على مدار السنة، خاصة في هذا الشهر الكريم.