سارت أحزاب الموالاة التي قادت حملات الرئيس على نهج الأفالان والأرندي، حيث انتقلت عدوى الإتهامات إليها، بعد أن شعلت التشريعيات القادمة، حربا مبكرة، داخل معسكرات الأحزاب، بدليل الاتهامات التي وجهها الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، لتجمع أمل الجزائر، الأمر الذي يهدد ما تبقى من برنامج الرئيس. في الوقت الذي يفترض أن يكون موقف أحزاب الموالاة موحد لاستكمال تنفيذ ما تبقى من برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، دخلت هذه الأخيرة في سلسلة من الصراعات، وقد بدأت بوادرها مبكرا، حيث تشير المعطيات الراهنة إلى أن المنافسة بلغت ذروتها مع بداية الحشد للتشريعيات القادمة، وانتقلت إلى أحزاب السلطة، مع الحرب الكلامية التي طفت إلى الواجهة، من خلال التنابز بالعبارات والاعتماد على الأسلوب الساخر، بدليل الاتهامات التي وجهها الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، لرئيس تجمع أمل الجزائر، عمار غول، بأنه يقف وراء سرقة مناضلي الأرندي بولاية المدية وضمهم لتشكيلته السياسية. ومن جهة أخرى، رفعت الاستحقاقات القادمة، من درجة حمى تحركات أحزاب السلطة ذات اليمين وذات الشمال، أملا منها في الاستحواذ على حصة الأسد من المقاعد البرلمانية، وتحولت بذلك الساحة السياسية إلى حلبة صراع ومعركة كسر العظام، الهدف منها كسب الرهان، فلم يهدأ بال الأمين العام للأرندي، منذ بداية العد التنازلي لتشريعيات 2017، حيث كسر الهدوء الذي يخيم عادة على الساحة خلال فصل الصيف، وكثف من خرجاته الميدانية للوقوف على عملية تحضير القاعدة النضالية للموعد الاستحقاقي، وشرع في جولات مكوكية قادته إلى كل من وهران وعين تيموشنت والمدية، وسيحط الأسبوع القادم، الرحال، بولاية تيبازة، لتنظيم لقاء مع مناضلي حزبه بالولاية، ونفس الأمر يحدث لرئيس حزب تجمع أمل الجزائر عمار غول، الذي أخلطت أوراقه مع عتبة 4 بالمائة، وسيضطر رفقة الحركة الشعبية الجزائرية لصاحبها عمارة بن يونس، بعد دخول هذا الإجراء حيز التنفيذ، في حال لم يكن لديه النصاب، في مباشرة حملة توقيعات بداية سبتمبر المقبل. ومن المتوقع أن يبلغ الصراع بين أحزاب السلطة ذروته مع الدخول الاجتماعي القادم، أين سيشرع الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني، في جولات نحو الولايات سيطلق من خلالها وكعاداته تصريحات نارية سيكتوي بها كل من اعترض طريقه، خاصة مع غريمه أويحيى، الذي وجه تعليمات صارمة لمناضليه يأمرهم فيها بالعمل لحصد أكبر عدد من المقاعد النيابية.