أين وزارة الصحة الجزائرية من التواصل مع نظيرتها التونسية لتحديد قائمة المرضى الجزائريين والتكفل بعرضهم على المراقبة الطبية العاجلة علما أن مئات الجزائريين يعالجون في تونس؟ هكذا جاء السؤال الكتابي الذي وجهه النائب حسن عريبي. قال عريبي أن الساحة الإعلامية والشعبية وحتى الرسمية في تونس تشهد غليانا كبيرا بعد اكتشاف فضيحة استعمال لوالب القلب منتهية الصلاحية في بعض المصحات التونسية الخاصة وحتى العمومية منها, وقد شرعت وزارة الصحة التونسية على الفور في فتح تحقيق دقيق في الموضوع استهلته باتخاذ إجراءات ردعية تأديبية صارمة في حق هذه المصحات. وجاء في بيان، تلقت "الفجر" نسخة منه، أن وزارة الصحة التونسية حصرت 14 مصحة ثبت تورطها في هذه الفضيحة ونجم عنها تضرر ما يزيد عن 107 مريض, أغلبهم بمصحات تونس العاصمة “مونبليزير”، حيث تم الكشف عن 55 حالة والمصحة العامة لجراحة القلب والشرايين بتونس (19 حالة) ومصحة ضفاف البحيرة (16 حالة) ومصحة التوفيق (3حالات) ومصحة ابن رشد بنابل (3 حالات) ومصحة قرطاجنة (حالتان) ومصحة “باستور” (حالتان) وحالة واحدة بكل من مصحات حنبعل والمنار والأمان و”سان اوغستان” ومصحة الرحمة بالمهدية ومصحة “العالية” بصفاقس ومصحة ”البساتين" بصفاقس. وبلغ عدد الأطباء المباشرين لعمليات زرع اللوالب الطبية منتهية الصلاحية حسب الملفات 49 طبيبا، يعمل عدد منهم في أكثر من مصحة. ويعلم الجميع أن الكثير من الجزائريين يتوجهون صوب المصحات التونسية لتلقي العلاج مما يجعل احتمال تعرض بعضهم لهذه العملية المشبوهة أكثر من وارد، في هذا الشأن يضيف عريبي أنه "رغم أن العديد من الدول سارعت على الفور إلى التواصل مع الحكومة التونسية لتحديد قائمة رعاياها المرضى الذين ارتادوا هذه المصحات والكشف عنهم لتأكيد أونفي تعرضهم لعملية زرع لوالب قلبية منتهية الصلاحية, إلا أن وزارة الصحة الجزائرية بقيت خارج السرب وبعيدة عن الموضوع وكأن الأمر لايعنيها, ولا أرى هذا الصمت المطبق إلا استهتارا بصحة الكثير من الجزائريين الذين أصابهم الرعب والهلع بعد سماعهم هذا الخبر المشؤوم". واستغرب عريبي صمت وزارة الصحة داعيا إياها للتواصل مع نظيرتها التونسية قصد تحديد قائمة المرضى الجزائريين الذي ارتادوا هذه المصحات وعرضهم على المراقبة الطبية المستعجلة لمراقبة مدى تعرضهم لعملية زرع لوالب قلبية منتهية الصلاحية من عدمها, كون هذا الإجراء هو أقل واجب تقوم به نحو مواطنيها. كما نبه المواطنين الكرام إلى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر عند التنقل إلى الخارج والتعامل مع هذه المصحات بمنتهى الدقة والتحري والتروي حرصا على سلامتهم وصحتهم. للإشارة فإن اللوالب القلبية أو ما يعرف كذلك بالدعامات القلبية هي لفائف معدنية صغيرة تلف حول القسطرة البالونية قبل إدخالها في الشريان التاجي المتضيق وتهدف إلى تحسين تدفق الدم في الشريان.