استنكرت الفدرالية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية، منح وزارة التربية تراخيص رحلات سياحية إلى "إسبانيا" لبعض أعضاء نقابات التربية لمرافقة التلاميذ المتفوقين في امتحانات البكالوريا والتعليم المتوسط، في أعز التقشف، على حساب موافقة هذه النقابات على إلغاء التقاعد النسبي ورفع سن التقاعد للموظفين. وأثارت الرحلات السياحية التي منحتها وزارة التربية الوطنية لنقاباتها إلى "إسبانيا" لمرافقة التلاميذ المتفوقين في "السانكيام"، "البيام" والبكالوريا"، انقسام لدى نقابات التربية، خاصة وأن أغلبيتها رضخت أمام أوامر الوزيرة على حساب مطالب العمال. وباستثناء الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "أنباف" والمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "كنابست"، ومجلس أساتذة الثانويات الجزائرية "الكلا" والفدرالية الوطنية لعمال التربية، وافقت أغلبية نقابات التربية على الرحلات الممنوحة لهم من طرف وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط إلى إسبانيا لمرافقة التلاميذ المتفوقين في الامتحانات الرسمية للأطوار التعليمة الثلاثة، وهو ما خلق تشتت وسط الشركاء الإجتماعيين. واعتبر مسعود عمراوي رئيس الشبكة الإعلامية على مستوى "الأنباف" تصرف هذه النقابات بخيانة للأسرة التربوية، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة تنازلت عن كفاحها والدفاع عن مطالب العمال عن طريق استفادتهم من رحلات مجانية إلى اسبانيا. من جهته، اتهم نبيل فرقنيس المكلف بالإعلام على مستوى فدرالية عمال التربية بعض نقابات التربية بتخليها عن الدفاع عن التقاعد النسبي والتحالف مع الوزارة، بشراء صمتهم مقابل استفادتهم من رحلات مجانية إلى "إسبانيا" ومرافقة المتفوقين الأوائل في شهادة البكالوريا. على حساب الحكومة وأموال الشعب وفي أعز أيام التقشف في الوقت الذي كان من المفروض على الوزارة منحها للأساتذة الذين سخروا كل وقتهم لإنجاح هؤلاء التلاميذ. وتأسف نبيل فرقنيس من التجاوزات الخطيرة من طرف بعض النقابات في حق العمال والموظفين بدل الدفاع عن حقوقهم، في الوقت الذي كان عليهم تشجيع التلاميذ وتحفيزهم بتكريمهم من مال النقابة زيادة إلى ما قدمته الوزارة خلال تنظيمها حفل تكريمي للتلاميذ النجباء والمتحصلين على أعلى معدل في البكالوريا وشهادة التعليم الأساسي والابتدائي، أقدمت هذه الأطراف على مرافقة هؤلاء التلاميذ إلى إسبانيا على حساب الحكومة وأموال الشعب.