لن تكون موسكو الوجهة الأولى للوافد الجديد على قطاع الطاقة نور الدين بوطرفة خارج البلاد اعتباطا الشهر المقبل، بل تندرج في إطار استراتيجية الحكومة لتعزيز تعاونها مع روسيا وتقريب وجهات النظر في عز أزمة النفط العالمية، التي تعد من أبرز منافسيها في تسويق الغاز والممثلة في الشركة الروسية غازبروم. وسيحاول نور الدين بوطرفة الشهر المقبل تحقيق ما فشل فيه سابقه يوسف يوسفي من خلال الزيارة التي ستقوده إلى موسكو في محاولة لإنقاذ سوناطراك، بعد أن تمكنت غازبروم الروسية من الاستحواذ على عديد أسواق مجمع المحروقات الجزائري على غرار الشريك الإيطالي "إيني" والصين. ومن المتوقع أن يبحث بوطرفة خلال الزيارة، قضايا التعاون في مجال الطاقة بين البلدين، وسبل تعزيزها، خاصة أن روسيا قد تعاونت مع الجزائر في حقل "الأسيل" الجزائري، حيث قامت شركة "غازبروم أنترناشيونال"، الذراع الخارجي لعملاق الغاز الروسي "غازبروم"، بالشراكة مع سوناطراك بأعمال التنقيب في هذا الحقل، وانتهت الأشغال شهر أفريل المنصرم. ومن المزمع أن يأخذ ملف أسعار الغاز والنفط المسوق وإيجاد حل يرضي الأطراف المتنازعة حوله جانبا هاما من المحادثات، بعد أن وجد المجمع الطاقوي سوناطراك نفسه في ورطة، حين أعلنت شركة "غازبروم" الروسية تخفيض سعر الغاز، ما دفع بإيطاليا إلى مراجعة حسابها لاستبدال شريكها سوناطراك بغازبروم التي تعرض أقل سعر للغاز المطروح. فبعد أن قلصت إيطاليا وارداتها من الغاز الروسي نتيجة أزمة القرم، وكانت تتجه للاتفاق مع سوناطراك لكي تزودها بالغاز هذا العام، وبعد موافقة إيني الإيطالية على ذلك بدعم من الاتحاد الأوروبي، سحبت غازبروم البساط من سوناطراك بإعلانها عن تخفيض تسعيرة الغاز، ما جعل مخطط المجمع الطاقوي الجزائري لاستغلال أزمة القرم للرفع من صادراته الطاقوية يبوء بالفشل. ويبقى الملف الأبرز هو انهيار أسعار النفط وتظافر الجهود من أجل كبحها في ظل احتضان شهر سبتمبر المقبل الاجتماع الوزاري ال 15 للمنتدى الدولي للطاقة الذي ينعقد في ظروف جد استثنائية، إذ سيستحوذ ملف تراجع أسعار البرميل وكيفية وجود مصادر جديدة للطاقة على محاور نقاش المنتدى. إذ سيجمع وزراء وموظفين سامين وخبراء يمثلون 72 بلدا عضوا في المنتدى ومسؤولي منظمات دولية، وكذا رؤساء شركات طاقوية، إذ يعتبر هذا المنتدى الذي بادرت به بلدان منتجة ومستهلكة للطاقة، فضاء للحوار غير الرسمي حول مسائل عامة ذات الاهتمام المشترك في مجال الطاقة الذي أصبح مع مرور السنوات اجتماعا وزاريا ينظم كل سنتين أطلق عليه اسم "المنتدى الدولي للطاقة". وتهدف هذه اللقاءات التي تجري كل سنتين إلى تحسين التعاون بين المنتجين والمستهلكين وتعزيز التشاور المنتظم بين تلك الأطراف والمساهمة في تسهيل الحوار في حالة وقوع أزمة طاقوية. وقد جرت الطبعات الثلاث الأخيرة من هذا اللقاء في سنة 2014 بروسيا و2012 بالكويت و2010 بالمكسيك. من جانب آخر، أطلق المنتدى الدولي للطاقة في سنة 2000 المبادرة المشتركة حول المعطيات النفطية، وهي المبادرة الموجهة لتحسين وفرة وديمومة المعطيات حول السوق النفطية بالنظر إلى الحاجة المتنامية للشفافية.