تدخلت وزارة الثقافة في قضية إبعاد الفرق المسرحية الأمازيغية من المشاركة في التصفيات المحلية لڤالمة والمؤهلة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، حيث دعا وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أول أمس، المسارح الجهوية إلى الاعتماد على "فنية ومهنية الأعمال في الانتقاء" لا "معايير اللغة والجهوية". وشدد الوزير على ضرورة "تمكين أهل المسرح من مخرجين وممثلين وفنيين من حقهم في الترشح لإنتاج أعمالهم في أي من المسارح الجهوية". وفي سياق متصل، دعا الوزير المسارح الجهوية إلى التعامل مع بعض قصد "إنتاج أعمال مشتركة وتبادل الخبرات" وتكريس التواصل بين مختلف أطياف المسرح الجزائري. وأمر ميهوبي مدير مسرح ڤالمة ب"عدم استخدام المعيار اللغوي" في انتقاء الأعمال المسرحية، بعد أن رفض ترشح عمل باللغة الأمازيغية للمشاركة في تصفيات المهرجان الوطني للمسرح المحترف. وسبق تناقل احتجاج بعض الجمعيات الثقافية ضد منع عروض أمازيغية من المشاركة في تصفيات المهرجان الوطني للمسرح المحترف بڤالمة، فيما أرجع مدير المسرح الأمر إلى انقضاء آجال المشاركة. وأشار أن المسرح الجزائري مطالب بالتمسك بالاحترافية عبر ما يقدمه من منتوج باللغتين العربية والأمازيغية. وكانت ثماني جمعيات ثقافية إضافة إلى عدد من فناني ولاية تيزي وزو، قد نددت عبر بيان، بما أسموه بإقصاء واستثناء فرق التعبير المسرحي باللغة الأمازيغية، وهذا ضمن فعاليات مهرجان المسرح المحترف بمدينة ڤالمة. ونددت الجمعيات المنحدرة من منطقة "القبائل"، بالتجاوزات والإقصاء الممارس عليها من طرف لجنة الانتقاء والفرز، التي تختار الفرق المشاركة في المهرجانات المسرحية، بحيث أبدت الجمعيات الثماني عبر البيان سخطها من عقلية الانسداد، كما قالت، في حق الجمعيات الأمازيغية من ذوي الخبرة للمشاركة في كل مهرجانات البلاد، مضيفة في البيان أن الفرق المعبرة باللغة الأمازيغية تجد صعوبات في المشاركة وتقديم عروض مسرحية خارج منطقة القبائل. وأعربت هذه الجمعيات عن استعدادها لتوسيع جبهة التظاهر والتنديد بالتهميش إلى جمعيات أخرى، بحيث جاء في البيان أن الإقصاء والتهميش يتعارض مع الخطاب الرسمي الذي يصر ويؤكد على تعزيز الأمازيغية. وسبق للمخرج المسرحي عقباوي الشيخ نقل تفاصيل منع جمعية إثران لقرية آيت لحسن تيزي وزو من المشاركة في التصفيات المحلية بڤالمة بحجة اللغة الأمازيغية. وكتب عقباوي الشيخ في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك عن هذه القضية، داعيا الفنانين إلى التوحد ضد هذه الممارسات الإقصائية، قائلا: "أرادت الجمعية أن تتقدم إلى ڤالمة من أجل الدخول في تصفيات المسرح المحترف جهة الشرق الجزائري، وهو حق طبيعي جدا لها ولغيرها من الجمعيات في شرق الجزائر من شماله إلى جنوبه، لأنه المنفذ الوحيد للدخول في مهرجان المسرح الوطني المحترف بالجزائر العاصمة، إلى هنا الأمر طبيعي وعادي جدا"، مضيفا: "الموضوع وما فيه أن الجمعية اتصلت بالزملاء في مسرح ڤالمة منذ 10 أوت من أجل الاستفسار عن استمارة المشاركة، وقد اتصلت بالمكلف بالبرمجة الذي رحب بالجمعية ثم قدم لها رقم هاتف الريجيسور من أجل إرسال الاستمارة، وكان ذلك بتاريخ الأربعاء 10 أوت 2016، وقد طلب المكلف بالبرمجة أن يكون الاتصال بالرجيسور يوم الأحد الموافق ل14 أوت 2016.. وفعلا اتصلت الجمعية بالريجيسور بتاريخ 14 أوت 2016 وفي الاتصال رحب هو الآخر بالجمعية وطلب رقم فاكس لإرسال الاستمارة، ثم سأل عن نسخة من المسرحية مصورة فيديو، فأخبرته الجمعية أن لها نسخة في موقع اليوتيوب، فقال الريجيسور أنه سيقوم بتحميل الفيديو والاستمارة سترسل لكم غدا على الساعة الثامنة صباحا أي يوم 15 أوت 2016 ". وانتظرت الجمعية استقبال الفاكس ولكن لم يصلها شيء، ثم عاودت الاتصال بالريجيسور دون رد، بعد ذلك عادت الجمعية واتصلت بالمكلف بالبرمجة الذي أعطاهم رقم هاتف الريجيسور، ولكن الرجل الثاني لا يرد أيضا على اتصالات الجمعية، وبعد أن سكت الرجلان اتصلت الجمعية بمدير المسرح شخصيا للاستفسار عن المشاركة والاستمارة، وأخبرته أنها اتصلت قبل ذلك من أجل الاستمارة وأن الزملاء لا يردون، فرد المدير أن المسرحيات الناطقة بالأمازيغية ليست معنية بالمشاركة في هذا المهرجان أصلا، فذكرته الجمعية أن اللغة الأمازيغية لغة وطنية ورسمية باعتبار الدستور الجزائري، غير أن المدير رد بأن على هذا النوع من المسرحيات أن يتجه إلى مهرجان باتنة الأمازيغي. وأضاف عقباوي في منشوره أن المخطئ في هذه القضية هو المدير الذي رفض مشاركة الجمعية لأن مسرحيتها بالأمازيغية، وهو المسؤول المباشر عما حدث، وما زاد من تعفين الأمر، يقول عقباوي، تكذيب المدير وتبرير غير المبرر، حيث قال مجددا أنه طلب قرصا وأن الجمعية لم تكن جاهزة، علما أن العرض العام للمسرحية كان يوم 02 جوان 2016، ثم وضعت على اليوتيوب يوم 10 جوان 2016، ما يعني أن هذه الحجة سقطت، ثم قال أن الاتصال تأخر وأن باب المشاركة يغلق يوم 20 أوت 2016، غير أن الجمعية اتصلت بالمسرح يوم 10 أوت 2016 وهذا يعني آليا أيضا أن هذه الحجة قد سقطت مثل سابقتها. وقال عقباوي الشيخ في الأخير أن أول مشاركة للجزائر منذ 1962 في مهرجان عالمي بدولة الصين الشعبية كانت بمسرحية ناطقة بالأمازيغية سنة 2015 كان على نفقة وزارة الثقافة الجزائرية وبتدخل خاص من وزيرة الثقافة السابقة نادية لعبيدي، وأن أول مشاركة لمسرحية ناطقة بالأمازيغية في مهرجان عالمي بدولة رومانيا كان على نفقة وزارة الثقافة الجزائرية وبتدخل من وزير الثقافة عز الدين ميهوبي.