شنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، أمس، غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع عسكرية في العاصمة صنعاء، وحملت الأممالمتحدة التحاف مسؤولية سقوط آلاف القتلى بين المدنيين. وقال سكان محليون لمراسل "العالم اليوم" أن طيران التحالف شن غارات جوية استهدف كلية الطيران ومعسكر النقل الثقيل جوار كلية الطيران بشارع الستين، كما استهدفت الغارات معسكر الفرقة الأولى مدرع شمال العاصمة صنعاء. ومن جانب آخر، سيطرت القوات اليمنية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي على مواقع استراتيجية بمديرية نهم شرق العاصمة. وفي ذات السياق، قال مصدر عسكري إن قوات الجيش اليمني سيطرت جبال نهم ومنطقة محلي وقطع طرق الإمداد عن الحوثيين، بحسب الجزيرة. وحمل مكتب مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان التحالف العربي بقيادة السعودية مسؤولية مقتل أكثر من 3799 مدنيا وجرح 6711 إلى حد الآن، كما ارتكب التحالف انتهاكات أخرى بحسب بيان المكتب. وأضاف التقرير بأن الغارات الجوية هي التي تسببت بشكل رئيسي في سقوط ضحايا مدنيين. وقال مكتب مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في تقرير إن الضربات الجوية التي شنها التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن هي السبب الأكبر وراء مقتل 3799 مدنيا وإصابة 6711 آخرين في الحرب حتى الآن كما ارتكب التحالف انتهاكات أخرى قد تخالف القانون الدولي. وأضاف التقرير أن الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح والذين يحكمون العاصمة صنعاء الآن نفذوا هجمات بصواريخ وقذائف المورترعلى مناطق سكنية واستخدموا ألغاما أرضية. ودعا مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد بن رعد الحسين، إلى بدء تحقيق دولي في الانتهاكات الجسيمة، قائلا إن لجنة وطنية لم تنجح في ملاحقة المخالفين. وقال تقرير الأممالمتحدة أن "الحالات التي رصدها المكتب تشير إلى أن الضربات الجوية هي السبب المنفرد الأكبر لسقوط الضحايا"، وأضاف التقرير "طول أمد الصراع أبرز بشدة الخطر الكارثي المتمثل في حدوث انهيار ممنهج في اليمن". كما طالبت منظمة "مراقبة بيع الأسلحة" خلال مؤتمر عقدته الاثنين الماضي في جنيف الدول الكبرى المصدرة للأسلحة بوقف مبيعاتها إلى السعودية بسبب حربها في اليمن التي بدأتها في مارس 2015، واتهمت المنظمة هذه الدول ومن بينها الولاياتالمتحدة وفرنسا بممارسة "أسوأ أشكال النفاق" وانتهاك القانون الدولي بشكل سافر من خلال استمرارها في بيع أسلحة قاتلة بمليارات الدولارات إلى السعودية.