تعتزم فنزويلا استغلال قمة حركة عدم الانحياز التي ستنظمها هذا الأسبوع لإقناع منتجي النفط وحشد التأييد لاتفاق عالمي لتعزيز الأسعار في اجتماع الجزائر المنتظر نهاية الشهر الجاري. صرح أمس وزير النفط الفنزويلي، إيولوخيو ديل بينو، قائلا: ”سوف نستغل بوضوح هذا الاجتماع لبناء توافق في الآراء، مضيفا أن محور التوافق في الآراء هو اجتماع الجزائر حيث نأمل أن نصل إلى اتفاقات هامة من أجل سعر عادل للمحروقات تسعى إليه جميع الدول المنتجة”. وينتظر أن يحضر قمة حركة عدم الانحياز التي تضم 120 دولة بجزيرة مارغاريتا، قادة دول عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط ”أوبك” لاسيما من منطقة الخليج. كما يشارك أيضا الرئيس الإكوادوري رافائيل كوريا الذي أبدى تحمسه هو الآخر لتكثيف المساعي للتوصل لاتفاق بخصوص أسعار النفط. وصرح الرئيس للصحافة قبل مغادرته العاصمة كيتو قائلا إن ”أسعار النفط تواصل الهبوط وهذا يضرنا جميعا، لذلك سوف نجري محادثات في مارغاريتا من خلال اجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف بين الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك والذين هم منتجون ومصدرون مهمون”. وتستضيف الجزائر منتدى الطاقة الدولي في طبعته ال15 في الفترة من 26 إلى 28 سبتمبر والذي سيعقد على هامشه اجتماع غير رسمي لمنظمة أوبك ينتظر منها الخروج بقرارات للحد من تدهور أسعار النفط. وتعد فنزويلا - التي تملك أكبر احتياطيات نفطية في العالم- إحدى أكثر الدول تضررا من انخفاض أسعار الخام الذي أدخل اقتصادها في أزمة. وقبل مغادرته من كيتو صدق الرئيس الإكوادوري، رافائيل كوريا، على مباحثات منتجي النفط المزمعة قائلا إن مندوبين من بلاده وإيرانوالجزائرونيجيرياوفنزويلا سيجرون مباحثات. من جهة أخرى نقلت وكالة رويترز أن الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول ”أوبك” محمد باركيندو من المقرر أن يزور الجزائر لإجراء محادثات قبل اجتماع الجزائر نهاية الشهر الجاري. وزار وزير الطاقة والمناجم، نور الدين بوطرفة، مؤخرا قطروإيرانوروسيا للدفع من أجل تحقيق استقرار أسعار النفط بين 50 و60 دولارا للبرميل وقال إنه على ثقة في نتائج اجتماع أوبك الذي سيعقد في العاصمة. النفط يواصل تراجعه لأدنى مستوى منذ عدة أسابيع مع تزايد العرض هذا وقد تراجعت أسعار النفط أمس الأول إلى أدنى مستوياتها منذ عدة أسابيع مع ارتفاع الصادرات الإيرانية وعودة إمدادات ليبية ونيجيرية وهو ما صعد من مخاوف استمرار إرتفاع المعروض العالمي من الخام، حيث تراجع سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 1.07 دولار ليصل إلى أدنى مستوى له في أسبوعين عند 45.52 دولار للبرميل. كما نزل سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 1.08 دولار أو 2.4 بالمئة ليصل إلى أدنى مستوى له في خمسة أسابيع عند 42.83 دولار للبرميل. وخسر الخامان ما بين تسعة وعشرة بالمئة لكل منهما في أسبوع واحد بما يبرز تقلب سوق النفط. وتقترب صادرات إيران النفطية من مستويات ما قبل العقوبات إذ قال مصدر مطلع على جداول تحميل الناقلات في البلاد إن ثالث أكبر منتج في أوبك زاد صادراته إلى أكثر من مليوني برميل يوميا في أوت الماضي. وقالت ”أو.إم.في” النمساوية إنها تسلمت شحنة فورية من النفط الخام الإيراني في إيطاليا وهي أول شحنة تتلقاها من إيران منذ 2012. وتوجد علامات على عودة إمدادات من نيجيريا وليبيا اللتين تعطلت فيهما صادرات النفط بسبب الصراع والاضطرابات. وقالت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية يوم الخميس إن ليبيا رفعت حالة القوة القاهرة في بعض موانئها الرئيسية وتستأنف صادرات النفط. وفي نيجيريا قالت مصادر تجارية إن اكسون موبيل تتخذ الترتيبات اللازمة لتحميل شحنة من خام كوا إبوي في نهاية سبتمبر أيلول وهي أول شحنة منذ إعلان حالة القوة القاهرة في جويلية. أزمة البرميل تجبر روسيا على زيادة الضرائب المفروضة على صادرات النفط هذا وقد أعلنت وزارة المالية الروسية عن رفع الرسوم على صادرات النفط الروسي بمقدار 11.9 دولار لتصل إلى 91.1 دولار للطن الواحد ابتداءا من أكتوبر المقبل. وقالت الوزارة حسب وسائل الإعلام الروسية أمس أن متوسط سعر نفط ”أورالز” في فترة المتابعة ما بين 15 أوت و 14 سبتمبر 2016 بلغ حوالي 45.48 دولار للبرميل أو 332 دولارا للطن. وأضافت أن معدل الرسوم التفضيلية لا يزال عند مستوى الصفر بالنسبة للعديد من حقول النفط منذ 1 فبراير 2015 في شرق سيبيريا وبحر قزوين، وحقول بريرازلومني في ضوء صيغة الحسابات الجديدة المعتمدة في إطار المناورة الضريبية في صناعة النفط، كما تم الإعفاء من الرسوم الجمركية لغاز البترول المسال. وسترتفع الرسوم على النفط الخام عالي اللزوجة من 9.5 إلى 11.1 دولار للطن. وستبلغ الرسوم على المنتجات النفطية الخفيفة والزيوت 36.7 دولار للطن 75.3 دولار للطن على المنتجات الثقيلة، كما سترتفع الرسوم على تصدير البنزين التجاري من 48.8 إلى 56.8 دولار للطن. يشار إلى أن الرسوم على صادرات النفط تبلغ في الوقت الحالي 80 دولارا للطن الواحد.