أثارت الضجة الإعلامية التي مست قطاع التربية وبالأخص كتب الجيل الثاني استياءا في أوساط المجتمع عامة والعائلات خاصة لدرجة منع بعض الأولياء أبنائهم من الالتحاق بالمدارس، فيما ترجمها البعض الآخر في عبارات ساخرة وأغاني عبر مواقع التواصل الاجتماعي ك ”تدربكت المدرسة” وغيرها من العبارات التي تصب في وعاء واحد ناقم على الأحداث. تحولت قضية كتب الجيل الثاني وما جاء فيها إلى أزمة في أوساط المجتمع بعد سلسلة الفضائح التي مست قطاع التربية مؤخرا، وفي هذا السياق أعربت جل الآراء عن تذمرها من الحالة التي آل إليها القطاع وتأثيرها على جيل المستقبل، وهو ما تناقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات في شكل عبارات ساخرة كعبارة ”تدربكت المدرسة” أو بعض الألفاظ ك”المرض سة” وغيرها لتنقسم هاته القضية بين مؤيد لوزارة بن غبريط ومعارض لها. من جهة أخرى، خلقت هاته القضية مشاكل عدة لدى بعض العائلات لدرجة منع بعض الأولياء عبر العديد من الولايات أبنائهم من الالتحاق بالمدارس خوفا عليهم، وهو الأمر الذي خلق تذمرا في أوساط الأطفال، لاسيما ممن التحقوا لأول مرة للمدرسة، وهو حال لؤي ذو الست سنوات الذي رفضت عائلته أن يلتحق بالمدرسة في انتظار إيجاد حل لهاته المشكلة. ولم تسلم قضية كتب الجيل الثاني وماجاء فيها من منتقدين على الصعيد السياسي وغيره، لتتحول بعض المواقع إلى منبر للادلاء بالآراء الشخصية، لتصبح مواقع التواصل مكان للتعبير ونقل اللاشعور من قبل البعض. وفي هذا الإطار، عبرت العديد من الآراء سواء من عامة الشعب أو مسؤولين وبرلمانيين، عبر صفحاتهم، عن انتقاداتهم في محتوى بعض الكتب ونشر الحقائق العلمية وأوجه الاختلاف كعبارة فرنسا منحت الاستقلال للجزائر والرد عليها بعكس ذلك استنادا إلى حقائق تاريخية. فيما اعتبره البعض الآخر خطرا على الهوية والأمن القومي، وهو ما جاء في صفحة النائب حسن عريبي، مؤكدا في بيان له أن موقفه مما يسمى بإصلاحات الجيل الثاني من المناهج التربوية عرضة لحملة شرسة من الانتقاد من طرف ما أسماهم (النعميون) وأبناء (الويوي) الذين سوقوا المبررات الواهية للرأي العام، متسائلا في الوقت ذاته إذا لم يتم عرض هاته الكتب على لجان خاصة قبل البدء في طباعتها وتسليمها للتلاميذ قبل الدخول المدرسي؟ ولماذا لم يتم اعتماد هذه الكتب من طرف المعهد الوطني للبحث في التربية في حين تم منح الاعتماد من طرف الوزارة؟ كما اغتنم البعض هاته القضية للإبراز مواهبهم المتنوعة كتأليف أغاني وكتابة بعض النكت، متخذين بعض العناوين والبرامج التي جاءت فيها مادة للادلاء بآرائهم وانطباعاتهم في هذا الخصوص.