تلقت أمس وزارة التربية الوطنية تقريا قاسيا حول الدخول المدرسة سنة 2017/2016 والذي تم وفق معديه في ظروف سيئة بعد 3 أسابيع من انطلاقه، بعد أن أبرز خطورة إبقاء التلاميذ بدون دراسة منذ 4 سبتمبر المنصرم بسبب عجز في 72 ألف و500 أستاذ ومدير ومساعدي التربية، في حين حرم 40 ألف متعاقد من أجورهم في ظل تفكير الوصاية استدعائهم مرة أخرى لإنقاذ مستقبل المتمدرسين. سلط المجلس الوطني ”للكلا” المجتمع في دورة عادية يوم الجمعة، 23 سبتمبر 2016 بثانوية فرانس فانون في بومرداس وبحضور 32 أمين ولائي عن مختلف تقارير المجالس الولائية، والتي من خلالها رسم المجلس تقريرا قاسيا للدخول المدرسي لسنة 2017/2016، حيث مجمل المؤسسات التربوية تعاني من نقص في التأطير التربوي والإداري، إضافة إلى هذا سجل اكتظاظا كبيرا في الصفوف الدراسية ولاسيما السنة 3 ثانوي. برغم أن الوصاية قد وعدت بتوفير كل الوسائل الضرورية لضمان عودة ناجحة إلى المدرسة وفي أفضل الظروف. وحسب التقرير فإن الدخول المدرسي للسنة الدراسية 2017/2016 سوف يواجه نفس المشاكل كما هو الحال في السنوات السابقة من اكتظاظ في الأقسام، نقص في التأطير وظروف صعبة للعمل في المؤسسات التربوية، واعتبر أن الدخول المدرسي المبرمج بتاريخ 4 سبتمبر ما هو إلا شكلي أما الدخول النهائي فسيكون مع نهاية سبتمبر. وسجل التقرير نقص أكثر من 60.000 أستاذ 10.000 مساعد تربوي 1000 ناظر 1500 مدير مؤسسة تربوية، وعدم استقبال لأكثر من 500 بنية تحتية مدرسية المبرمجة لهذه السنة الدراسية بسبب التأخر في الأشغال، في ظل المشاكل المتعلقة بإدارة حركة الموظفين ومسابقات التوظيف في القطاع يشوبها المحسوبية والغش والتأخر في دفع حقوق موظفي قطاع التربية المتعلقة بالساعات الإضافية وتأطير امتحانات نهاية السنة والتصحيح. وعاد التقرير الذي تلقت ”الفجر” نسخة منه إلى فضيحة تحويل الأراضي التي تنتمي إلى المؤسسات التربوية لصالح مافيا التربية لبناء التعاونيات السكنية، ناهيك عن مشكل الأساتذة المتعاقدين الذي لا يزال دون حل، والقطاع سيوظف مرة أخرى هذه السنة أكثر من 40.000 أستاذ ومستخلف وهم لم يتقاضوا أجورهم منذ مدة. واستغل معدي التقرير لنقل استنكار مجلس”الكلا” حول سوء تسيير القوى العاملة في القطاع، مؤكدا التزامه بالمطالبة بإدماج المتعاقدين ويدعو الوصاية والحكومة لتنظيم مسابقة داخلية لتسوية كل المهن غير المستقرة في القطاع، وهذا قبل أن يحذر من الظلم الذي يرتكب ضد هؤلاء الأساتذة مؤكدا، دعمه للتنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين المحالين إلى البطلة ويساندهم في نضالهم من أجل تجديد عقودهم، وتنظيم مسابقة داخلية لإدراجها في قطاع التربية الوطنية. وفيما يتعلق بالإصلاحات التي بدأت في برنامج مناهج الجيل الثاني وتجنب التواجد في نقاش عميق إيديولوجي، قام ”الكلا” بتنصيب لجنة التفكير لإقامة مقارنة بين البرنامجين من أجل تحديد نقاط القوة والضعف في هذا الإصلاح، مؤكدا أنه غير ملتزم بالقرار الذي ستتخذه الحكومة لإصلاح البكالوريا ويرى أن هذا الإصلاح لا يمكن أن يكون فعال ما لم يكن إعادة هيكلية التعليم الثانوي. في المقابل استنكر التقرير المشكل المرتبط بسوق نشر الكتاب المدرسي الخارج عن نطاق السيطرة، ويدين الأخطاء الصارخة في كتب الجيل الثاني وفي جميع الكتب المدرسية الأخرى، ويرى أن ذلك مردّه التسرع وعدم الجدية. وينبه الحكومة بشأن الآثار السلبية الناجمة عن قانون المالية 2017، وهذا الأخير يزيد من ضعف القدرة الشرائية للموظفين والعاملين المدنيين الذين يجدون أنفسهم في خطر وشيك يهددهم بالإفلاس جراء العجز عن سداد الفواتير المختلفة. وأعلن بالمناسبة مجلس ثانويات الجزائر تمسكه بالانتماء إلى الجبهة النقابية لرفض بشكل قاطع إصلاح أنظمة التقاعد وقانون العمل ويعمل على الدفاع عن القدرة الشرائية ومصير العمال بالدعوة إلى وضع سياسة للأجور تتماشى وواقع أسعار السوق، داعيا أعضاءه وجميع الأساتذة لأكبر تجند لضمان نجاح الحركات التي تقررها الجبهة النقابية وذلك بتبني إضراب يومي 17 و18 سبتمبر 2016 و24 و25 سبتمبر 2016، مؤكدا التزامه بأرضية المطالب التي رفعها للحكومة على غرار تقاعد كامل بعد 25 سنة من الخدمة ومراجعة القانون الأساسي وسياسة الأجور التي تضمن القدرة الشرائية ولا مركزية تسيير الخدمات الاجتماعية. غنية توات مكوثهم الطويل على الكمبيوتر والهواتف النقالة تسبب في تراجع بصر 18 ألف تلميذ وزارة الصحة تدق ناقوس الخطر من هوس التلاميذ على ”الأنترنت” وجهت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تحذيرات لأولياء التلاميذ تدعوهم فيها إلى مراقبة أولادهم، الذين يجلسون لساعات طويلة أمام التلفزيون وشاشات الكوبيوتر ومختلف الأجهزة الالكترونية والتي أضحت سببا في تراجع نظرهم، خاصة المتمدرسين منهم. وعن عينة عن تراجع وانخفاض البصر بسبب الاستخدام المفرط لوسائل تكنولوجيات الاتصال الحديثة كانت من ولاية وهران، والتي سلطت عليها الضوء مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان والتي كشف أمس أنه تم إحصاء 18.007 تلميذا يعانون من انخفاض في البصر عبر مختلف المؤسسات التربوية بسبب الاستخدام المفرط لوسائل تكنولوجيات الاتصال الحديثة. وأكدت ذات المصلحة فإنه تمثل هذه الحالات نسبة 6 بالمائة من 321.881 تلميذا في مختلف الأطوار التعليمية تم فحصهم خلال الموسم الدراسي الماضي 2015-2016 من قبل وحدات الكشف والمتابعة الصحية. ووفق الجهات الوصية فإنه تعود أسباب هذه الحالات إلى مكوث التلاميذ ساعات طويلة أمام شاشات التلفزيون وأجهزة الكومبيوتر وتصفح الأنترنت والإدمان الكبير على ألعاب فيديو فضلا عن الاستخدام المتزايد لتطبيقات الألعاب في الهواتف النقالة واللوحات الذكية يضيف الدكتور بوخاري يوسف. ومن أجل التحسيس قامت مديرية الصحة والسكان بالتعاون مع وحدات الكشف والمتابعة بوهران بعدة عمليات لتحسيس التلاميذ حول مخاطر الإدمان على هذه الوسائل التي لها تأثيرات سلبية على صحة الطفل وحثهم على الاستعمال العقلاني للتكنولوجيات الاتصال الحديثة ودعوة أولياءهم إلى متابعتهم وإرشادهم للوقاية من بعض الأمراض التي قد تصيبهم وفق ذات المسؤول. كما تعتزم مصلحة الوقاية تنظيم قافلة في منتصف شهر أكتوبر القادم لمعاينة التلاميذ القاطنين بمناطق بعض البلديات التى لا تتوفر على مختصين في طب العيون للتكفل بهم كما أشير إليه. يذكر أنه تم تدعيم وحدات الكشف والمتابعة الصحة بالولاية بثلاث منشآت مرجعية خلال الموسم الدراسي الحالي تتوفر على عدة تخصصات منها طب العيون بقديل وحي ”الياسمين” وواجهة البحر بمدينة وهران لتضاف إلى 41 وحدة منتشرة عبر تراب الولاية.