نظمت جمعية سيدات الأعمال الجزائريات يوما دراسيا حول سبل إشراك المرأة في تنويع الاقتصاد خارج قطاع المحروقات من خلال اعتماد التجربة الألمانية. ودعت رئيسة الجمعية نعناعة وعناني في ذات الصدد إلى ضرورة مرافقة سيدات الأعمال للتوجه نحو التصدير. وفي هذا السياق قالت بأنه ”من الضروري مساعدة المؤسسات على الإنتاج والذهاب نحو التصدير من أجل إدخال العملة الصعبة للمساهمة في تغطية احتياجات البلد خصوصا في ظل انخفاض أسعار النفط”. من جانبها، قالت مسؤولة التنسيق بين سيدات الأعمال، فاطمة جوليانو، بأن الاستفادة من الخبرة الألمانية في مجال التصدير هو عنوان التعاون الجزائري الألماني. من جهة أخرى، دعت رئيسة الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، نورية حفصي، إلى إشراك المرأة في النموذج الاقتصادي الجديد من خلال مرافقة المرأة في إنشاء مؤسسات مصغرة ومنه المساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني. للتذكير، تظهر الإحصائيات حول عدد النساء الناشطات في مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية، أن المرأة تمثل 43 بالمئة من سلك القضاة في الجزائر و62 بالمئة من موظفي قطاع الصحة و68 بالمئة من المعلمين و51 بالمئة من الصحافيين. وأكثر من ذلك، صارت المرأة الجزائرية تهتم أكثر فأكثر بالمقاولاتية، وهو نشاط كان يهيمن عليه الرجال في الماضي القريب. وحسب الأرقام التي تحصلت عليها وكالة الأنباء الجزائرية من المركز الوطني للسجل التجاري، فإن 140.211 مؤسسة (أشخاص طبيعية ومعنوية) من بين مجموع 1.877.116 تاجر مسجل في السجل التجاري إلى غاية نهاية أوت الماضي أي ما يمثل 7.5 بالمئة، وهي نسبة، رغم أنها مازالت محتشمة، فقد زادت ب22 بالمئة مقارنة ب2010. رغم أنه يبدو ضعيفا، فإن عدد النساء المسيرات للمؤسسات ”أشخاص معنوية” تضاعف مقارنة ب2010 حيث بلغ 9.300 امرأة نهاية شهر أوت 2016 مقابل 4.451 امرأة مقاولة في 2010 أي بنسبة ارتفاع فاقت 100 بالمئة. وخلال سنوات 2005 -2006 كانت النساء يمثلن بالكاد 3 بالمئة من رؤساء المؤسسات. وأيضا كان عددهن يرتفع بفعل الأسماء المستعارة أي رجال يخلقون مؤسسات تحت أسماء زوجاتهم أو بناتهم، ليتمكنوا من العمل لحسابهم مثلا، حسب ما أوضحته خديجة بلهادي مقاولة في البناء ورئيسة جمعية النساء رئيسات المؤسسات في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية. وأضافت نفس المسؤولة أنه رغم بقاء ظاهرة الأسماء المستعارة، وهو في انخفاض، إلا أن النساء اليوم يتوجهن أكثر فأكثر نحو المقاولاتية: ”قمنا بدراسة داخل الوطن وتفاجأنا باكتشاف النساء الريفيات في المناطق الداخلية والجنوب وهن أيضا مقاولات”. ويرى البعض أن تفعيل اليات دعم التشغيل منذ بداية سنوات 2000 ساعد في تعزيز المقاولاتية في الجزائر.