كشف الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول، أن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، تدخل شخصيا خلال اجتماع الجزائر مطالبا باتخاذ قرار تخفيض الإنتاج، قائلا في ذات الصدد: ”اليوم سأقولها بصراحة ولتعلموا ما حصل في الكواليس، لو لم يتدخل رئيس الجمهورية لما خرج الاتفاق بهذا القرار ولكانت نتائجه مختلفة تماما عن تلك التي تم تحقيقها”. واعتبر مبتول خلال الندوة الصحفية التي نشطها صبيحة أمس بفوروم المحور اليومي بدار الصحافة الطاهر جاووت بالعاصمة، والتي تمحورت حول موضوع ”كيف سيتأثر الاقتصاد الجزائري بعد المستجدات العالمية في سوق الطاقة ل2017-2030 بدءا من مؤتمر الجزائر، إلى اسطنبول ثم أخيرا مؤتمر فيينا 2016”، أن دول أوبك المنتجة للنفط عليها أن تستفيق وتعتبر بأن الحل الوحيد للخروج من الأزمة هو تنويع الاقتصاد. وقدم الخبير 10 محددات استراتيجية لسعر البرميل وتتمثل في معدل النمو، ودخول الولاياتالمتحدةالأمريكية مجال إنتاج الغاز والنفط الصخري ما غير الخريطة الطاقوية العالمية، فضلا عن عدم احترام الدول أعضاء أوبك لكوطتهم، بالإضافة إلى انخفاض قيمة الروبل بالمقارنة مع الدولار ما خفض كلفة الغاز والبترول الصخري، وعودة ليبيا والعراق إلى المشهد النفطي مشيرا أن العراق تمثل أكبر خطر لأوبك، ففي حال استقرارها سيصل إنتاجها إلى 7 ملايين برميل يوميا، دون إغفال العمليات الإرهابية وتأثيرها على الأسعار ليختتم بتطور عملتي الأورو والدولار في الأسواق العالمية. ودعا مبتول في ذات الصدد إلى إحداث إصلاح اجتماعي واقتصادي عميق مع إشراك المواطنين في ذلك واللعب على وتر أخلقة ”المسؤولين” وأصحاب القرار من خلال وعيهم بالرهانات والتحديات المطروحة، لتجنيب الجزائر العودة إلى الوقوع تحت رحمة صندوق النقد الدولي الذي قال أنه ”لن يرحم الجزائر” كونها لم تستوفي كل ما تم الاتفاق عليه في التسعينيات. وحذر الخبير من أن يؤول مصير الجزائر إلى ما تعيشه فنزويلا اليوم، حيث قال أنها ”تتسول”.وفي ذات الصدد أبرز ذات المتحدث الحلول الكفيلة بإخراج الجزائر من الوضع الحرج، وعلى رأسها تحسين سبل الحكامة والتسيير وضمان تحكم أفضل في النفقات من خلال التخلي عن كل المصاريفة ”الإضافية” وعلى رأسها تقليل إنفاق ”سوناطراك” التي تمثل مصدر تمويل البلاد، كما دعا مبتول إلى اعتماد نظام الدعم الموجه وليس العام، مع اعتماد استدانة خارجية موجهة كتلك التي تم ابرامها مع الصينيين لتهيئة ميناء شرشال، من خلال استغلال الأموال التي يتم اقتراضها في مشاريع منتجة واستراتيجية، واعتماد جملة من الإصلاحات المهيكلة. من جهة أخرى، رافع مبتول من أجل اعتماد سوناطراك على الاستدانة الذي لم يعتبره عيبا مع تقديمها ضمانات للجهات التي تقرضها مؤكدا أن المجمع النفطي يملك كل المؤهلات لتحقيق ذلك. كما دعا الخبير الاقتصادي الجزائر إلى الاستثمار أكثر في الغاز الذي يوفر 30 بالمائة من عائدات الجزائر واستغلاله في ظل أزمة النفط العالمية، لبلوغ نسبة 50 بالمائة مستقبلا. من جهته اعتبر الخبير الطاقوي مزيان خلال تدخله، أن أزمة النفط تخفي وراءها أزمة الغاز وداع إلى تكثيف تصديره بعد تحويله وتكريره وبالتالي يكون أغلى ب3 إلى 5 أضعاف عن تسويقه بسعر الخام. لمياء حرزلاوي
مبتول: ”لابد من جعل قاعدة 49-51 أكثر مرونة والاحتفاظ بها في القطاعات الاستراتيجية” دعا الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول إلى جعل قاعدة الاستثمار الأجنبي في الجزائر 49-51 أكثر مرونة، من خلال الإبقاء عليها في المشاريع الاستراتيجية ورفعها عن البقية، قائلا: ”من يدافعون عن قاعدة 49-51 هم يدافعون عن لا شيء، ويصرون على خدمة مصالحهم الشخصية، لبسط أيديهم في الخفاء”.