يختار العديد من الكتاب الجزائريين دور نشر أجنبية لنشر أعمالهم، وهذا لعدة أسباب منها في المقام الأول المقابل المادي، إضافة إلى ضمان التوزيع والتواجد في أكبر المعارض العربية والأجنبية، كما أن الكثير من هذه الدور معروفة خارجيا وتملك سمعة جيدة في الوسط الأدبي، ما يمنح الكاتب الجزائري فرصة كبيرة في الدعاية بالخارج. الروائي عبد الوهاب بن منصور الذي أصدر هذه السنة روايته ”الحي السفلي” عن دار ”مجد” اللبنانية و”مدارج” و”الوسام العربي” في الجزائر، ويلج في هذا العمل عوالم جديدة في تجربته الروائية، مواصلا نهجه المتوغل أكثر فأكثر في التطرق لسطوة السلطتين السياسية والدينية، يقول عن النشر في الخارج أن العمل غير مكلف والكتاب يخرج في طبعات أنيقة نظرا لنوعية الورق والإخراج الفني، كما أن الطبع غير مكلف والعمل ينزل للمكتبات بأسعار مقبولة، في حين أن الطبع في الجزائر مكلف أكثر، مضيفا أن النشر المشترك يساعد كذلك على التوزيع خارج الجزائر. دار العين المصرية للنشر واحدة من أهم دور النشر العربية التي تولي اهتماما كبيرا بالكتاب الجزائري، وككل سنة توشح رفوفها بآخر الإصدارات الجزائرية، وفي الطبعة ال21 من الصالون الدولي للكتاب نوعت دار العين منشوراتها من الجزائر حيث انقسمت بين الشعر والرواية، حيث صدر للشاعر الكبير بوزيد حرز الله مجموعة شعرية بعنوان ”مصابا لبون الصلصال”، كما خط الشاعر عادل صياد عودته بديوان شعري موسوم ب”ميت على قيد الفايسبوك” ليسجل عودته بعد غياب طويل عن الساحة الأدبية، واسماعيل يبرير هو الآخر نشر مجموعته الشعرية الجديدة ”أسلي غربتي بدفئ الرخام” بدار العين للنشر. ومن الشعر إلى الرواية تنشر العين ترجمة رواية ”عكر الخطيئة” للروائي أمين الزاوي والتي قام بترجمتها محمد بوطغان، كما تسجل الرواية الجزائرية في هذه الدار تواجدها برواية جديدة للكاتب فيصل الأحمر بعنوان”أمين العلواني”. وعن هذا التوجه لدار العين المصرية للنشر، يقول مصطفى سالم، مدير التسويق، أن الدار تعمل منذ مدة على نشر ودمج الثقافات خاصة العربية منها. ”كتاب الماشاء.. هلابيل النسخة الأخيرة” هي الرواية الجديدة للروائي الجزائري سمير قسيمي، واختار دار المدى العراقية للنشر لإصدار هذا العمل الذي يستعيد سمير قسيمي روايته ”هلابيل” الصادرة قبل خمس سنوات، ليصدر ما قد يعتبر الجزء الثاني منها. الروائي واسيني الأعرج هو الآخر اختار دار الآداب ببيروت لنشر عمله الروائي الأخير ”نساء كازانوفا” مع العلم أنه أصدر طبعة جزائرية عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية. وعن منشورات المتوسط بميلانو الإيطالية، نشر الناقد السينمائي الجزائري عبد الكريم قادري كتابه ”سينما الشعر / جدليّة اللغة والسيميولوجيا في السينما”. وقام الناقد عبد الكريم قادري من خلال هذا الكتاب بتحليل ودراسة ”اللغة في السينما” من خلال انعكاسها وارتدادها عبر النظرية الشهيرة، التي أطلقها الكاتب والسينمائي الإيطالي ”بير باولو بازوليني”، التي تناول فيها إمكانية إيجاد وخلق ”لغة في السينما”، عن طريق علم العلامات - الصور، أو ”السيميولوجيا” في السينما. كما أن الكاتب الجزائري رفيق جلول أصدر روايته الأخيرة ”حضرة الكولونيل أبي” عن دار الراية المصرية للنشر، وهي تجربته الثانية مع دار نشر خارج الجزائر بعد نشر روايته الأولى ”أوتيل تركي” عن دار ”ورد” الأردنية للنشر. مشروع آخر ناجح في النشر المشترك بين منشورات الاختلاف في الجزائر وضفاف اللبنانية، حيث ساعد هذا التعاون في التعريف بالكتاب الجزائري في الخارج.