تسبب قرار وزيرة التربية نورية بن غبريط في تقليص أيام امتحان البكالوريا من 5 أيام إلى 4 في إخراج التلاميذ في احتجاجات إلى الشارع في العديد من ولايات الوطن، ورفض تلاميذ النهائي في مختلف أطوارهم الالتحاق بالدراسة إلى غاية تحديد المسؤولة الأولى للقطاع ”العتبة” أو التراجع عن تقليص أيام الامتحان وتغيير الرزنامة الخاصة بهذا الامتحان. وحسب رضوان ستة عضو المنظمة لأولياء التلاميذ بولاية سطيف أن إضراب مفتوح باشره تلاميذ النهائي منذ الخميس الماضي قبل أن يلتحق بهم أمس تلاميذ السنة الأولى والثانية ثانوي، حيث شلّت المؤسسات الثانوية بأكملها احتجاجا على طريق تنظيم رزنامة البكالوريا بدون شركاء المجتمع المدني، والإنقاص في حجم الساعات المواد الممتحن فيها، قائلا أن القرارات العرجاء للوصاية تسبب في دفع التلاميذ للخروج إلى الشارع للمطالبة بالعتبة ورفع الضغط عنهم خلال فترة اجتياز الامتحان عبر تمديد أيام الباك وعدم إلزامهم على بقاء 7 ساعات كاملة على مقاعد الامتحانات. وحمل المتحدث الوزارة الوصية كل تباعيات خروج التلاميذ للشارع بدون إشراك النقابات وخاصة المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ وطالب برفع مدة الأيام الخاصة بإجراء البكالوريا، قائلا ”نحن لا نقبل في منظماتنا أن يكون التلاميذ كبش فداء” مؤكدا، أن الأولياء مستعدين للخروج للشارع لإيصال صوت التلاميذ للوزارة الوصية”. هذا فيما حذّر رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة وزارة التربية من القرارات الفردية التي ظلت تتخذها سنويا والتي ترهن مستقبل التعليم بالجزائر، محذرا من خروج أكثر من 90 بالمائة من تلاميذ الثانويات للشارع في ولاية سطيف، بعد دخولهم في إضراب مفتوح مست حتى ولايات أخرى، على غرار ولاية وهران وولاية قسنطينة، تنديدا برزنامة وزارة التربية الخاصة بامتحانات البكالوريا. وأكد بن زينة أن المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ كانت قد طالبت وزارة التربية عدم اتخاذ قرارات مباشرة وانفرادية، بل يجب أن تخضع أولا إلى الاستشارة مع ممثلي أوليائهم ومع النقابات، مستنكرا غلق الوزارة أبواب الحوار، في حين تلجأ وفي كل مرة إلى استشارة أشخاص ليس لهم علاقة بالموضوع. وأشار بن زينة إلى تنديدات تلاميذ النهائي، الذين يرفضون تقليص الساعات، أمام تخوفهم من وجود أسئلة طويلة خلال المدة القصيرة التي منحتها إياهم والوزيرة وفي ظل الضغط الممارس عليهم، منتقدا انطلاق امتحانات البكالوريا على ال8 صباحا في الوقت أن النقل وانطلاق العمل في المؤسسات الأخرى سيكون بداية من الساعة التاسعة صباحا، باعتبار أن الفترة ستكون فترة صيام، متسائلا عن كيفية انتقال التلاميذ على السابعة صباحا للوصول إلى مراكز الامتحانات. وقال ذات المصدر ”نحن نرفض أن تضيع الوصاية مستقبل التلاميذ في ظل غلق أبواب الحوار رغم حديثها أنها مفتوحة أمام الشركاء الاجتماعيين، مؤكدا ”كمنظمة غلقت الأبواب في وجهونا”، هذا فيما حذر المتحدث من عدم وجود أساتذة في العديد من الأقسام وخاصة أقسام النهائي، في ظل تفاجئ التلاميذ بقرار رزنامة الامتحانات في الوقت الذي لم ينطلقوا في دروسهم بعد. وتخوف المتحدث من مفاجأت في الأسئلة أو إعطاء دروس من برنامج لم يدرس للتلاميذ، مشددا رفض منظمة أولياء التلاميذ طريقة معاملة الوزارة مع ملف البكالوريا، وهذا فيما أكد في المقابل أنه ليس ضد إضرابات الأساتذة والنقابات أو مطالبهم، بقدر ما هو ساخط اتجاه رهن مستقبل التلاميذ والذي حمل مسؤوليته وزارة التربية، مؤكدا رفضه لطريقتها معالجة الملف عبر استدعاء مختصين لتقديم محاضرات للتلاميذ في فترة الإضراب وقال أنهم ليسوا في دور حضانة، باعتبار أن مطلبه الوحيد هو ضمان استمرار الدروس بصفة عادية بأي طريقة كانت.