تجمهروا أمام وزارة التربية للمطالبة بالعتبة التلاميذ ينتفضون تجمهر أمس مئات التلاميذ بالأقسام النهائية في ساحة الترامواي بالعناصر في العاصمة، بعد أن منعتهم قوات الأمن من تنظيم اعتصامهم بملحقة وزارة التربية، واستمر لأكثر من ساعتين طالبوا خلالها بتحديد العتبة في شهر أفريل المقبل، مع الإبقاء على أيام العطل وعدم تأجيل امتحان البكالوريا. وهي نفس الاحتجاجات التي شهدتها بومرداس، قالمة، جيجلوهران وغيرها من المدن. وصل التلاميذ إلى موقع الاحتجاج في الصباح الباكر قادمين من ثانوية بهية حيدور بجسر قسنطينة ومتقنة شريف صباحي بعين النعجة وسعد دحلب بالقبة وثانويات أخرى بحسين داي، وقد تفاجأ رجال الأمن بالعدد الهائل من المحتجين، حيث كانوا يعتقدون أن محاصرة الثانويات ومنع التلاميذ من مغادرتها تنفيذا للتعليمات التي أعطيت لهم ستحول دون خروجهم للشوارع، لكن المحتجين فضلوا التوجه مباشرة من بيوتهم إلى موقع ملحقة وزارة التربية عملا بالتوجيهات التي منحها إياهم ناشطون في الفايسبوك، إلا أن الحصار الذي فرضته قوات الأمن عليهم أرغمهم على التجمع في الساحة المحاذية لمحطة التراموي، حاملين شعارات كتب عليها “لا للدراسة في العطل”، “نريد العتبة في شهر أفريل”، في الوقت الذي تعالت أصواتهم بطلب العتبة استوقفت المارين بالمنطقة، وحاولوا خلالها السير عائدين نحو ملحقة الوزارة، إلا أن قوات الأمن المكثفة حالت دون ذلك وقامت بتفريقهم بعد أكثر من ساعتين في الاعتصام. وعندما سألنا بعض التلاميذ المحتجين عن صاحب قرار المسيرة والاحتجاج قالوا إن “الفضل يعود إلى شبكة فايسبوك”، فالاتصال بين التلاميذ عبر مختلف الثانويات أصبح سهلا بفضل الشبكة العنكبوتية، في الوقت الذي أعربوا عن رفضهم المساس بأيام العطل، متحدثين عن حشو غير مسبوق في الدروس خاصة بعد الإضراب الأخير، حيث يقوم الأساتذة بإلقاء درسين في نصف ساعة حسبهم. من جهتها استقبلت الوزارة 10 ممثلين من التلاميذ المعتصمين، وخرج الاجتماع بالتأكيد على عدم وجود قرار يقضي باستغلال أيام الثلاثاء والسبت وكذا أيام العطلة، كما أكدوا لهم أن العتبة لن تكون قبل 15 أفريل، وهذا بهدف استكمال التقارير الولائية حول تقدم الدروس. أولياء التلاميذ يطالبون بتطمينات والنقابات تتبرأ في المقابل، عارض الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ بشدة خروج التلاميذ إلى الشارع للمطالبة بالعتبة أو غيرها من المطالب، وقال إن مطالبهم غير موضوعية بسبب وجود لجنة وطنية مهمتها تقييم مدى تقدم الدروس، وطالب الوزارة باحتواء الوضع ومنح تطمينات للمقبلين على البكالوريا حتى يتسنى لهم التركيز على دروسهم خاصة بعد الإضراب الذي شنه الأساتذة مؤخرا، في الوقت الذي حملها المسؤولية فيما يحدث بسبب التضييق الممارس ضدهم عبر المؤسسات التربوية، حيث يرفض عدد مهم من المديرين السماح لهم بتنصيب مكاتب رغم أهمية ذلك في إحداث الاستقرار. أما النقابات فاختلفت آراؤها إلا أنها أجمعت على ضرورة التهدئة وطالبت الأولياء بتحمل مسؤوليتهم تجاه أبنائهم أكثر، حيث ذكر المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “كناباست” مسعود بوديبة أن هناك أطرافا قامت بتحريك التلاميذ قبل دخول النقابات في إضراب، وما زاد في حدة هذه الأخيرة تصريحات الوزير التي تحدث فيها عن إمكانية تأجيل الامتحانات النهائية، “سبق وحذرنا من مثل هذه التصريحات وتأثيرها على التلاميذ”، موضحا أن أيام الإضراب يمكن تداركها تدريجيا دون الحاجة إلى العطلة، إلا أنهم سبق أن اقترحوا تأخير امتحانات الفصل الثاني باستغلال 3 أيام على الأقل من العطلة، لأنه لو تجرى الامتحانات في وقتها المحدد في 2 مارس فلن يكون باستطاعة الأساتذة استغلال الأسبوع الموالي لهذه الأخيرة في استدراك الدروس، باعتبار أنه “أسبوع ميت” لأن التلميذ عادة ما يخرج من الامتحان منهكا ولا يستوعب الدروس التي يتلقاها بعد ذلك، وبذلك يكون هذا الأسبوع في العطلة، فيما تستغل الأيام المقبلة في استدراك الدروس. أما بخصوص العتبة، قال بوديبة إن توقف مطالبة التلاميذ بها يعود إلى عودة الثقة المفقودة التي ضربت في الصميم، وإلى غاية تحقيق ذلك ينبغي شرح الوضعية للتلاميذ وتذكيرهم أن العتبة موجودة ضمنيا، والإعلان عنها الآن سابق لأوانه ويفترض أن تحدد في شهر ماي إلى أن يتم توقيفها نهائيا. في المقابل تحدث ممثل كناباست عن أولياء التلاميذ، وقال إنهم أصبحوا يهتمون بنجاح أبنائهم أكثر من الرصيد العلمي الذي يحمله هؤلاء، والدليل هو محاولاتهم الكثيرة في نهاية السنة لاستعطاف الأساتذة لإضافة نقاط للتلاميذ تسمح بنجاحهم، وهو ما جعل دورهم سلبيا ساهم في الوضع الذي آلوا إليه، بالإضافة إلى أنه لا دخل لهم في العملية البيداغوجية لأنها من مهام المؤسسة والأساتذة والمفتشين، موضحا أن ما يقومون به أمر خطير من منطلق التحريض الذي يقدمون عليه. من جهته طالب رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “سناباست” الوزارةَ بمنح تطمينات للمقبلين على البكالوريا لإعادتهم إلى مقاعد الدراسة، منتقدا دور جمعيات أولياء التلاميذ التي تكتفي حسبه بتوجيه الاتهامات للأساتذة عندما يتعلق الأمر بإضرابهم، داعيا إلى ضرورة إجراء تقييم واسع للإصلاح للقضاء تدريجيا على ما يسمى العتبة. أما رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين صادق دزيري فذكر أن الظرف الراهن يحتم عدم الخروج إلى الشارع للمطالبة بالعتبة، كما أن وزارة التربية تعهدت بأن لا يمتحنوا إلا بما درسوا، وهي بذلك موجودة ضمنيا، فعليهم استغلال أوقاتهم في التحصيل العلمي عوض الانشغال بالدروس وعددها وتواريخ الامتحانات، وهي المسؤولية التي على الأولياء تحملها، كما على الوزارة بعث تطمينات أكثر حول الدروس التي يمتحنون فيها لوقف هذه الاحتجاجات، يضيف دزيري.