قال رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق ورئيس بلدية بوردو الان جوبيه (71 عاما)، أنّ ”المقترحات” التي تقدم بها فرنسوا فيون(62 عاما)، الذي تصدر مؤخرا نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية لحزب الجمهوريين اليميني وأحزاب يمين الوسط، ”ليست واقعية”. وانتقد جوبيه في مقابلة حصرية مع صحيفة ”لو فيغارو” الفرنسية، في أعقاب الإعلان عن النتائج الأولية من الانتخابات، نشرت بعض مقتطفاتها على موقعها الإلكتروني، يوم الأحد، المشروع الذي تقدم به منافسه، مؤكدا أنّه يبقى ”المرشح الوحيد الذي يمكنه جمع شمل اليمين والوسط في الانتخابات الرئاسية ”. واستفسر مندوب الصحيفة جون بابتيست غارات جوبيه عن تصريحات كان قد أدلى بها في وقت سابق قال فيها أنه ”قرّر مواصلة الكفاح” فُهم منها أنه تردّد في مواصلة الحملة. فكان ردّ جوبيه بالنفي القاطع وأنه لم يتردد بتاتا، لافتا إلى أنّ ما يريده قد لا يستسيغه قسم من الطبقة السياسية، حيث قد يبدو لأولئك الذين تصوروا هذا السيناريو ونشر الإشاعات بشأنه. وأكّد أنه تحمل مسؤولياته على الدوام وأنّ ”عائلته” السياسية تعرف ذلك جيدا. واضعا بذلك حدا لشائعة ترددت عن انسحابه من السباق بعد إعلان نتائج الانتخابات. وعن الدروس والمواعظ التي يمكن استخلاصها من نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية لحزب الجمهوريين اليميني وأحزاب يمين الوسط، قال رئيس بلدية بوردو: ”كل شيء ممكن دائما. ومفاجأة الأمس قد تعلن عن مفاجأة أخرى يوم الأحد القادم. شاهدنا منذ فترة أنّ الخطوط كانت تتحرك، وأنّ برونو لومير ظل يسجل انخفاضا في التوقعات وفي استطلاعات الرأي، وأنّ فرانسوا فيلون أحرز تقدما ملحوظا. ويرى البعض أن ذلك كان وسيلة لقطع الطريق أمام نيكولا ساركوزي دون تصويت لصالحي. واليوم أعلن نيكولا ساركوزي دعمه لفرانسوا فيون. ربما سيرون الأمور بشكل مختلف ”. كما سأل جون بابتيست غارات عما إذا كان جوبيه سيقلب الطاولة لاستدراك 15 نقطة التي تفصله عن فيون، فأجاب قائلا: ”لا أحب كثيرا هذه العبارة. ولن أغير بأي حال من الأحوال معتقداتي ولا مشروعي. فالجولة الثانية ستكون فرصة لتحديد ألفاظ الخيارات. ومشروع فرانسوا فيون يبدو ظاهريا برنامجا صيغ على الطريقة التاتشرية (رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر). وهو بعيد كل البعد عن الواقع، والعديد من مقترحاته ليست واقعية على الإطلاق، كما لا يمكن تطبيق بعضه، ونجد أن البعض الآخر لن يؤدي إلى الأثر المتوقع. لكننا نعلم جيدا أين سينتهي بنا برنامج يفتقد للمصداقية: سيقود فرنسا إلى دوامة جديدة من خيبة الأمل والريبة تجاه المسؤولين السياسيين. ولا يمكننا أن نسمح بأن يخيب أملنا مرة أخرى ”. فيون الأوفر حظا في ظل دعم ساركوزي له يذكر أنه أمام جوبيه أسبوع لضخ الزخم لحملته المنهكة ونيل التأييد من المرشحين الآخرين داخل الحزب. ويبقى التحدي صعبا بالنسبة لجوبيه في ظل دعم ساركوزي لفيون الذي لم تتبق له سوى ست نقاط كي يتجاوز النصاب المطلوب للجولة الأولى وهو 50 في المئة. وتقول مؤسسات استطلاع الرأي إن الفائز له مكان شبه مؤكد في جولة ثانية من انتخابات الرئاسة التي ستجرى في الربيع المقبل، في ظل تدني شعبية اليسار الحاكم في عهد الرئيس الحالي فرانسوا هولوند الذي تدهورت شعبيته بشكل كبير. وسيواجه المنافس الفائز على الأرجح مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الذي زادت شعبيته. وترى الصحيفة أن دعم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي والمرشح برونو لومير لاختيار فرانسوا فيون سيكون له أثره في نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات المزمع إجراؤها يوم الأحد القادم، حيث يكفي أن يصوت 37 بالمائة من مؤيدي ساركوزي لصالح فيون ليكسب الجولة. يذكر أنّ نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية ليمين الوسط الفرنسي أظهرت فوز فيون بفارق كبير بنسبة 44.2 بالمائة من الأصوات، فيما حصل ألان جوبيه على 28.4 بالمائة من الأصوات، وحصل رئيس فرنسا السابق نيكولا ساركوزي على 21 بالمائة فقط من الأصوات، عقب حملة انتخابية هيمنت عليها قضايا الإسلام والإرهاب والهجرة. وتعد هذه الانتخابات مهمة وحاسمة لتحديد مسار السباق الرئاسي للوصول إلى قصر الإليزيه. ونظرا لعدم حصول أي مرشح على غالبية الأصوات (أكثر من 50 بالمائة) خلال الجولة الأولى، ستنظم جولة ثانية من هذه الانتخابات في 27 من الشهر الحالي، والمرشح الذي سيخرج منتصرا من الجولة الثانية سيخوض رسميا سباق الانتخابات الرئاسية في 2017 باسم اليمين ويمين الوسط.