سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لجوء الحكومة إلى الاستدانة من البنوك العالمية لتمويل المشاريع الاقتصادية.. وارد الجزائر تبدي استعدادها لمساعدة الدول الإفريقية في تمويل المشاريع الطاقوية ب"شراكات"
* بوطرفة: ”الاستثمار في الطاقات المتجددة مكلف.. وسنمنح سوقا ب 4 آلاف ميغاواط لمن يصنع التجهيزات محليا” لم يستبعد وزير الطاقة نور الدين بوطرفة لجوء الجزائر إلى الاستدانة من البنك الإفريقي أو غيرها من البنوك لتمويل المشاريع الاقتصادية إن احتاجت لذلك، مؤكدا أن برنامج الجزائر الطاقوي يرتكز أساسا على التكوين، مشيرا أن هذا الأخير يجلب التمويل.
أكد، أمس، وزير الطاقة، على هامش انعقاد مؤتمر الاستثمار الإفريقي ”لقاء الجزائر” الذي يحتضنه قصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال بالعاصمة، والذي يمتد على مدار ثلاثة أيام، على مناقشة كيفية تطوير قطاع الطاقة في إفريقيا، منوها ببرنامج الجزائر قائلا ”برنامج بلادنا للتطوير الطاقوي يعتمد أساسا على التكوين والتكوين هو ما يجلب التمويل، يمكن المشاركة في بعض المشاريع والجزائر مستعدة لمساعدة هذه البلدان خاصة التي تملك حدودا مع الجزائر كمالي والنيجر، لكن التمويل الخاص لا يكفي لتحقيق ذلك”. وفي رده على سؤال حول إمكانية اللجوء للاستدانة من البنك الإفريقي لتمويل مشاريع سوناطراك، اعتبر بوطرفة أنه يمكن اللجوء للبنوك عامة، إفريقية كانت أو عالمية، لتمويل المشاريع الاقتصادية لا غير. وفي كلمته التي ألقاها خلال افتتاح مؤتمر الاستثمار الإفريقي ”لقاء الجزائري”، قال بوطرفة أن هذا اللقاء يؤكد عزم الحكومة على تعزيز تعاونها ومبادلاتها مع الدول الإفريقية قصد تحقيق التنمية المستديمة، من خلال تجسيد جملة من الشراكات الإفريقية في المجال الطاقوي، مشيرا إلى الإمكانيات التي يوفرها قطاع الطاقة. ورفع الوزير تحدي الأمن الطاقوي، عارضا المؤهلات التي توفرها الجزائر في المجال من خلال إمكانية إبرام شراكات واتفاقيات تعاون، البحث عن أسواق خارجية، نقل التكنولوجيا، التكوين وعديد الفرص لإبرام صفقات وتجسيد مشاريع في مجال المحروقات والكهرباء. وأضاف الوزير في مداخلته أن مجالات الغاز، التنقيب، توزيع المحروقات، الطاقات المتجددة وتوسيع شبكة الكهرباء، قطاعات يمكن أن تطورها الجزائر في البلدان الإفريقية، مركزا على الربط بشبكة الغاز التي تمثل إنجازا هاما بالنسبة للجزائر. ووصف الوزير الطاقات المتجددة بطاقة المستقبل التي تستغلها الجزائر وإفريقيا لضمان الأمن الطاقوي، مشيرا إلى إطلاق الجزائر لبرنامج 4 آلاف ميڤا واط من الطاقة المتجددة، وهو مشروع يطمح إلى جلب منتجي تجهيزات الطاقة المتجددة مقابل منحهم هذه السوق، أي مشروع إنتاج 4 آلاف ميغاواط، قائلا ”صحيح أن الطاقات المتجددة لا تنضب، لكن التجهيزات يجب صيانتها واستبدالها مع مضي السنوات، إن الاستثمار في الطاقات الجديدة ليس مجانا بل هو مكلف جدا لكن نتائجها مضمونة على المدى الطويل”. هذا وقد أكد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، أمس الأول، خلال افتتاح اللقاء، أن المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال يعد خطوة نوعية متقدمة اتخذتها الجزائر لجمع المتعاملين الاقتصاديين الأفارقة الملتزمين بتنمية القارة. واعتبر لعمامرة، في تصريح للصحافة على هامش افتتاح أشغال المنتدى، أن هذا اللقاء يعد ”خطوة نوعية متقدمة اتخذتها الجزائر لجعل الأفارقة يتحدثون مع بعضهم البعض ليس بالشكل التقليدي، وإنما لقاء للمتعاملين الاقتصاديين الذين يتقاسمون الالتزام بتنمية إفريقيا”. ولفت وزير الدولة إلى أن المنتدى يتزامن مع مباشرة الجزائر في تنفيذ نموذج جديد للنمو الاقتصادي، وفي الوقت الذي ”شرعت فيه إفريقيا في تنفيذ قرارات إستراتيجية اتخذها رؤساء الدول والحكومات بخصوص دفع عجلة الاندماج الاقتصادي من خلال إنشاء منطقة للتبادل التجاري الحر وكذا إنجاز عدد من المشاريع في البنية التحتية اعتمدت في إطار مبادرة النيباد”. كما أكد بأن الجزائر التي ”أصبحت تنظر إلى إفريقيا على أنها فعلا عمق استراتيجي، استثمرت منذ استقلالها بالقارة ولديها قيمة مضافة لا يستطيع أحد أن ينافسها فيها”. وأضاف بأن الجزائر كونت منذ الاستقلال ما لا يقل عن 100 ألف إطار إفريقي في مختلف القطاعات المدنية والعسكرية، لافتا إلى أن هذه الإطارات مستعدة لمساعدة الاقتصاد الجزائري على الاستفادة من هذه العلاقة المتميزة مع القارة الإفريقية.