لم يكن قرار إعلان التحالف الإندماجي بين النهضة وجبهة العدالة والتنمية بالصورة السهلة التي تم الترويج لها، حيث كشفت مصادر حزبية عن جدل واسع سبق عملية إعلان الإندماج بعد رفض قيادات من النهضة لشخص جاب الله بسبب التجارب السابقة التي مر بها في العديد من الأحزاب ورغبته في تزعم أي مشروع. حسب ما أسرت به مصادر من بيت النهضة، فقد ساد الاجتماع الذي انعقد بمقر حركة النهضة رفض قوي واختلاف من القيادات التاريخية لشخص جاب الله وليس لحزب جبهة العدالة نظرا لتجارب السابقة في مساره السياسي، إلا أن غالبية الأعضاء كانوا مع الطرح لكن وزن بعض القياديين التاريخيين كان ثقيل ولكن عددهم قليل وانقضى الاجتماع بإعلان الوحدة التاريخية في انتظار الإعلان عن الوحدة بين النهضة جبهة العدالة والتنمية وحركة الإصلاح الوطني. بالمقابل، سارع قياديون من الحزبين إلى نشر تبريكاتهم بشأن الموضوع، حيث اعترف النائب عن النهضة يوسف خبابة بصعوبة تنفيذ المشروع بالقول ”لقد كان المخاض عسيرا فعلا ... وكان النقاش قويا وحادا.... ولكن الحرص على وحدة الصف كان كبيرا.. وكان مستوى النقاش عاليا ... وقد أفضى مجلس الشورى إلى المصادقة على المشروع... نبارك هذا المشروع الوحدوي وندعو المناضلين والقيادات للتجند الفوري لتنفيذ المشروع وانجاحه ... ونطلب من الخيرين والمواطنين والدعمين وعموم الشعب الجزائري إلى مباركة المسعى ودعمه بشتى الوسائل”. من جهتها، أكدت جبهة العدالة والتنمية على لسان النائب حسن عريبي ثباتها على الخط الأصيل وموقفها التاريخي في مباركة أي جهد طيب في اتجاه توحيد وتقريب العمل الإسلامي والوطني، رغبة في قطع الطريق على الأيادي الآثمة التي استمرت في التزوير ومصادرة أصوات الشعب في كل استحقاق انتخابي، متمنيا أن تحذوا بقية التشكيلات السياسية الإسلامية والوطنية على بذل جهود التوافق والتقارب لتحصين الجبهة الداخلية أمام تحديات التآمر والتزوير والمصادرة، والتحديات الخارجية التي تحيط بعنق وطننا. هذا وعبر الحزب عن رغبته في أن ”يساهم التحالف في تقوية شوكة أهل الحق والعدل لصالح كل الشرفاء والأخيار والعودة الحقيقية للساحة دفاعا عن المظلومين والمضطهدين”.